يرحم أيامك
«يا معلم»
أنهى “الأولاد” أحلام “الفراعنة” نهاية لم نحسب حسابها لهذا المنتخب صديق البطولة الإفريقية، الخروج المبكر لم يكن صدمة بقدر ما كان متوقعًا/ مستحقًّا لمنتخب لم يقدم إلا الأداء الباهت.
العقلاء وحدهم يدركون أن نهاية كهذه هو المتوقع لمنتخب فاقد للهوية والانسجام واللعب على قلب رجل واحد، والتكتيك الضعيف “غياب التنظيم الدفاعي والهجومي”، عدا بعض الألعاب الفردية “كحلول” من صلاح وتريزيجيه لا يوجد تحرك جماعي من أجيري والمنتخب. أجيري ليس مقنعًا شكلاً ومضمونًا “خطة تشكيل وتغييرات أثناء المباريات”، صحيح بدأ بنهج هجومي أنسى المصريين الكرة الدفاعية مع كوبر، لكنه لم يختر العنصر الأنسب، بل تلاعب بالاختيارات فأضاف الكبير/ غير المؤثر و”المتهور” كالسعيد و”وردة”، متغافلاً كهربا ورمضان صبحي...، مصر لا تعاني من مجرد أزمة فنية، بل إدارية، أيضًا فضائح وتصرفات صبيانية وتدخلات وفرض سيطرة ومجاملات على حساب سمعة المنتخب، وإلا كيف يسمح اتحاد الكرة بذلك ويقف متفرجًا “لا يحل ولا يربط”؟! والمشكلة عندما يظن النجم نفسه أكبر من منتخب بلاده، ويرى أنه أفضل من زملائه!! لا أعلم لماذا يتبادر لذهني وضع ميسي مع الأرجنتين وهو لا يبعد كثيرًا عن حال صلاح مع مصر، مع اختلاف الظروف والتقييمات بين المنتخبين، إلا أن النهاية واحدة “الفشل” والخروج بخفي حنين.
من الإجحاف تحميل لاعب بعينه مسؤولية إخفاق مجموعة؛ فاللاعب مهما كان خارقًا لا يستطيع وحده عمل كل شيء، فصلاح يجد في ماني وفيرمينو والريدز عنصرًا مساندًا، ومن “يخدم” عليه ويفهم تمريراته. وجود هؤلاء اللاعبين مع منتخباتهم “وباء وبلاء ولعنة”؛ تركيز الأضواء عليهم يحرق معه كل شيء، وأعيب على إدارة المنتخبات التي تتعامل مع هؤلاء معاملة خاصة تفرق عن البقية؛ فمهما بلغ اللاعب من نجومية/ تميز طالما أن المهمة “وطنية” فالجميع سواسية، وبجب أن يعاملوا معاملة واحدة تميزه بناديه فقط.
الفراعنة منذ أن رحل عنهم المدرب الوطني المعلم حسن شحاته ومنتخبهم ضائع فنيًّا بلا هوية ولا حضور منتخب، مفكك تعمه الفوضى الفنية والإدارية، شحاته أفضل مدرب مر على الكرة المصرية، وهو الخبير والعالم ببواطن الأمور ولديه كيمياء خاصة جدًّا مع البطولة الإفريقية منذ قيادته لمنتخب الشباب 2003 والأول لـ2011، وهو أطول من شغل منصب مدرب لمصر، يكفي أن المنتخب تحصل على ثلاث نسخ متتالية بعهده 2006 ـ 2008 ـ 2010 وعلى أفضل تصنيف بالفيفا الـ9، لكنه لم يسلم من الانتقاد والتشكيك والتجريح رغم تفوقه، أتعبت من بعدك يا معلم شحاته.