جامع الصحف النهم يملك 1300 صحيفة قديمة ويحلم بمتحف شافعي:
صحافة الأمس كانت أحلى
أدمن سامي شافعي، قراءة الصحف السعودية منذ أن كان في العاشرة من عمره، اليوم وبعد أن تجاوز الستين عاماً، بات يملك أرشيفاً ضخماً من الصحف، يناهز الـ1300 صحيفة، منها 150 صحيفة رياضية متخصصة، غالبيتها اندثر اليوم وتوقف عن الإصدار.
بدأ شافعي الذي يسكن جدة، هواية جمع الصحف منذ الستينيات الميلادية، في عهد الملك سعود ـ رحمه الله ـ، يتذكر الفترة الذهبية للصحافة السعودية كما يسميها، عندما كانت الصحف تعج بالمقالات المفيدة، أدبياً وسياسياً، وحتى رياضياً، هي أمور يؤكد أنها لم تعد موجودة في صحف اليوم.
هواية الـ 37 عاما
يقول شافعي: "لدي أرشيف كبير من الصحف، غرفه كاملة في بيتي مخصصة لهذه الصحف، بدأت أجمع الصحف السياسية والشاملة منذ عهد الملك سعود ـ رحمه الله ـ، فيما بدأت أجمع الصحف الرياضية منذ نحو 37 عاماً، لدي أكثر من 1300 صحيفة متنوعة". يهتم شافعي بشتى أنواع الصحف، حتى التي تصدر من خارج السعودية، وكانت تصل بشكل متقطع في الستينيات الميلادية، ويضيف: "عندما كنت في الرابع الإبتدائي، كنت أحرص على قراءة الصحف بشغف، كنت أشتريها في طريقي للمدرسة لكي أقرأها هناك، تخيل طفلاً في العاشرة من عمره يقرأ الصحيفة في المدرسة، بعد أن كبرت بدأت في جمع هذه الصحف لتكون أرشيفاً شخصياً لي".
حاول شافعي، أن يقيم معرضاً للصحف التي يملكها، غير أنه لم يجد التشجيع الكافي من المحيطين به، فقرر تأجيل المشروع إلى وقت ملائم، ويضيف: "فكرة المعرض واردة، خاصة وأنني أملك صحفاً نادرة وقديمة، منها النسخة الأولى لصحيفة الوطن، وفيها حوار كامل مع الملك فهد ـ رحمه الله ـ، أيضا لدي نسخه قديمة من صحيفة النادي الرياضي التي كانت تصدر من صحيفة البلاد، وهي صحيفة لم تعد موجودة حاليا"، ويتابع "الفكرة لا تزال واردة، ولكنها مؤجلة حاليا".
طعم مختلف
أن تكون قارئاً نهماً لأكثر من 56 عاماً، يمنحك القدرة على تقييم وضع الصحافة السعودية حاليا، يفند شافعي الفارق بين صحافة الأمس، وصحافة اليوم، بأنها في السابق كان "طعمها أحلى"، في المواضيع والتحليلات والمقالات، ويضيف: "كنت أشعر وأنا أقرأ المقالات بأنها أكثر قوة ومفيدة فكرياً، أما اليوم ففي الغالب هي غير مفيدة، هذا في الكثير منها وليس جميعها، هي غير مفيدة"، ويتابع: "في السابق لم يكن هناك وسيلة للحصول على الخبر غير الصحف، حتى التلفزيون لم يكن يقدم الأخبار كما هو اليوم، فكانت الصحف هي المصدر الوحيد للأخبار، هذا الأمر لم يعد موجوداً في صحافة اليوم".
هروب القراء
يشدد شافعي على أن تراجع محتوى الصحف، تسبب في هرب القراء، ويقول: "للأسف لم يعد هناك قارئ، بعض الصحف المحلية والعربية اضمحلت أو في طريقها للاضمحلال، اليوم محتوى هذه الصحف تغير كثيراً، ولولا دعم الدولة لتوقف الكثير من الصحف المحلية عن الصدور، حتى الصحف التي كانت قوية في السابق وبعضها كان يُصدر ثلاث وأربع طبعات في اليوم تعاني مادياً بسبب هروب القارئ منها". حرص شافعي على متابعة الصحف غير المحلية، ففي عام 1977 بدأ متابعة الصحف العربية خاصة السياسية منها، حتى هذه الصحف التي كانت تملك اسماً كبيراً، أصابها الضعف، يقول: "لم تعد مقالاتها بالقوة التي كانت عليها في السابق، كانت تركز على التحليلات السياسية العميقة، وتفيد القارئ كثيراً، اليوم نقلب الصحيفة لا تجد فيها موضوعاً واحداً يستحق القراءة"، السبب كما يقول جامع الصحف الوفي: "لم يعد هناك قارئ، لأنه لم يعد هناك مادة ثقافية وسياسية تفيده، لا يوجد كتّاب اليوم يكتبون ما يمكن أن يفيد القارئ، أصبح الكاتب ينال أجراً زهيداً وبالتالي لا يتعب في كتابة مقالة كما كان يفعل من سبقه في المهنة، اليوم الصحف تعاني أزمة قراء لأنه لا يوجد ما يشفع للقراء بأن يشتروها".