رئيس تحرير صحيفة المدينة ونائب رئيس اتحاد الصحفيين.. يكشف أسباب التراجع آل عقران:
رسوم الأخبار تنقذنا
يملك فهد آل عقران، رئيس تحرير صحيفة المدينة، ونائب رئيس اتحاد الصحفيين السعوديين، خبرة كبيرة في عالم الصحافة السعودية التي بات أحد قادة صحفها منذ عام 2003، وهو ما يؤهله لأن يمتلك تصوراً واضحاً لما تعانيه حاليا من مأزق مالي، والحلول للخروج من هذا المأزق.
في حواره مع “الرياضية”، يضع آل عقران، حلول لإنقاذ المؤسسات الصحفية.
01
هناك إجماع على تراجع مبيعات الصحف السعودية، إلى أي مدى يمكن أن يؤثر هذا على قيمة الصحافة السعودية؟
المؤسسات الصحافية السعودية تعاني في الفترة الأخيرة بشكل كبير بسبب تراجع الإعلانات الذي أثر على مداخيلها، والسيولة المالية الموجودة لديها، وفعلاً هناك مشكلة مع شركة التوزيع، ومشكلة أخرى لبعض المؤسسات في دفع رواتب العاملين فيها.
02
ما السبب وراء هذه المعاناة؟
هي تأثرت بالأزمات الاقتصادية العالمية، وخاصة مع تراجع الإعلانات إضافة إلى أسباب أخرى، ولكن مربط الفرس كان تراجع الإنفاق الإعلاني الذي أثر بشكل مباشر على المؤسسات الصحافية، وهذا انعكس سلباً على الصحافة السعودية.
03
الآن معظم الإعلانات تتجه لمن يُطلق عليهم مشاهير التواصل الاجتماعي، استقطعوا جزءاً كبيراً من ميزانيات الصحف؟
فعلاً، هذا أحد الأسباب، لا توجد ضوابط لسوق الإعلان في السعودية، وهذا جعل مجالات أخرى تأخذ نصيبها من كعكة الإعلانات، في السوشال ميديا، دون أن يكون لهذه الجهات ضوابط، أتمنى من وزارة الإعلام أن تضع ضوابط حقيقة لضبط الإعلان في السوق، لكي لا يكون فردياً.
04
البعض اقترح أن تقوم الصحف بفرض رسوم على الأخبار، طالما أن هذه الجهات تدفع لمشاهير التواصل الاجتماعي لنشر أخبارها، فعليها أيضا أن تدفع للصحف بدلاً من أن تغطي أخبارها مجاناً؟
هذه واحدة من الحلول، تكون دعاية منشورة، خاصة وأن المؤسسة الصحفية ليست فقط صحيفة ورقية، بل لديها منصاتها الإلكترونية، وحساباتها في التواصل الاجتماعي.
05
بعض الصحف لديها مواقع إلكترونية، وحسابات في التواصل الاجتماعي، ومع ذلك تعاني كثيراً، يبدو أن المشكلة في المحتوى ذاته، وليس القالب؟
لكي يكون لديك محتوى جيد، لابد أن تدفع عليه الكثير، والمؤسسات الصحافية لم يعد لديها ما تدفعه، لهذا اتجهت للمنصات الإلكترونية، ولكن مشكلة هذه المنصات أنه ليس فيها إعلانات ولا إيرادات، وبالتالي أنت تدفع دون مقابل.
06
هل المشكلة تكمن في وجود عقليات سابقة لم تحاول أن تطور نفسها في وقت كانت تملك فيه الأموال، أي فوتت الفرصة على نفسها؟
هناك من يعد ذلك سبباً، ولكن لدينا في الدرجة الأولى مشكلة في عدم ضبط سوق الإعلان المفلوت دون ضوابط.
07
كان يمكن أن تتحرك بشكل أسرع نحو النشر الإلكتروني؟
أكثر من ينشر إلكترونياً وبشكل موثوق هي المؤسسات الصحافية، ولكن المشكلة أن هذا النشر دون موارد حقيقية، وبالتالي فقدت الإعلاميين الجيدين الذين يقدمون محتوى جيدا، وهي لا تستطيع أن توظف آخرين.
08
ما الحل إذاً؟
هي سهلة جداً في تصوري، عملت الكثير من الدراسات والاجتماعات لإيجاد حلول، الأول هو ضبط السوق الإعلاني ووضع معايير له، الثاني أن يكون هناك مقابل للنشر وما تقدمه المؤسسات الصحافية من أخبار، أن تُعفى المؤسسات الصحافية من الرسوم على الورق والمطابع، لأنها في نهاية المطاف تقدم خدمة وطنية، وأخيراً أن تعود الشركات لنشر قوائمها المالية في الصحف بدلاً من مواقع وزارة التجارة، هذه الحلول ستساعد في إنقاذ المؤسسات الصحافية.