الرحلة من الظهيرة إلى سايتاما (3)
مسيرة نادي الهلال البطولية تبلورت بشكل أكثر تصميمًا منذ منتصف السبعينيات الميلادية بحصوله على لقب أول دوري للأندية الممتازة 1977م، إلى أن أصبح رقمًا ثابتًا في منصات التتويج على المستوى الداخلي والخارجي.
تشكلت شخصية النادي التي رسمها مؤسسة عبد الرحمن بن سعيد رحمه الله وحرسها رفاقه الذين أحاطوا به جيلاً بعد آخر، تحول النادي الصغير إلى مؤسسة رياضية وكيان عملاق تبادل على تحمل مسؤوليته شخصيات ورجال ونجوم وجمهور سخروا فكرهم ومالهم وجهدهم ودعمهم لتحقيق أحلامهم التي تكبر أكثر كل ما وجهتهم التحديات.
الزميل الصحفي الباحث في التاريخ فهد الدوس، نبهني عند اطلاعه على الجزأين الماضيين من هذه السلسلة إلى أنه فات علي أن الكأس الغائبة عن الهلال من 1961 إلى 1980م كانت من 1964م، وهذا صحيح، وأن مقر الناصرية لم يكن الرابع بل السادس وهذا كنت أجهله، وأنني تجاوزت الإشارة إلى أن الأميرين طلال بن عبد العزيز ومقرن بن سعود وابن غشيان وابن شعيل والسديري ـ رحمهم الله ـ ومحمد رمضان ـ شفاه الله ـ كانوا من بين رجال التأسيس الفاعلين فله كل الشكر.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن ما أكتبه ليس سردًا تاريخيًّا محققًا بقدر ما هو استذكار صحفي اعتمد فيه على ما تم سماعه أو الاطلاع عليه، أو تمت معاصرته، تغيب وتحضر فيه المعلومة دون تعمد أن ينقص أو يزيد منها شيء، كما أن ذلك ليس دافعه الحنين إلى الماضي بل إلى استدعائه كما هو لارتباطه بالحاضر والمستقبل.
انتقل مقر النادي في منتصف الثمانينيات الميلادية إلى العريجاء بعد أن شيدت الدولة مقرات نموذجية لأندية البلاد، مكاتب ومعسكرات وملاعب وقاعات ومرافق خدمات ومساجد، كبر المقر ومعه زادت الآمال، كانت مرحلة دفعت مسيريه للتعاطي معها على نحو يستهدف تحقق رؤية مؤسسة ابن سعيد ويترجم رسالة النادي.
ساهمت تجربة ابن سعيد الحياتية والعملية ومعايشته للأندية التي سبقت تأسيسه الهلال في أن تكون الأهداف مختلفة، وأبعد من مجرد تأسيس ناد ليبقى، لكن ليتطور ويكبر ويسيطر على المنافسات، وهو ما حدث حيث شهدت نهاية الثمانينيات الميلادية إلى 2019م حصوله على كل البطولات المحلية والخارجية بلغت 59 بطولة في كرة القدم وأكثر منها في مجموع بطولات الألعاب الجماعية والفردية الأخرى، أصبح زعيمًا للأندية السعودية وكبير قارة آسيا.. هذا المشوار له حكايات خاصة.. يتبع