الأخضر والعيون
الملونة
تأهل منتخبنا السعودي الأولمبي أمس إلى دور الثمانية في كأس آسيا المؤهلة إلى أولمبياد طوكيو، متصدراً مجموعته القوية والتي ضمت إلى جواره اليابان وقطر وسوريا وبقيادة المدرب السعودي سعد الشهري.
تأهل الأخضر لم يكن مستغرباً، وتعلق الجماهير الرياضية الآمال عليه للوصول إلى أولمبياد طوكيو مكرراً الإنجاز الأول للكرة السعودية حين تأهلت في العام 1984 إلى أولمبياد لوس أنجليس بقيادة الوطني الشهير وعميد المدربين السعوديين خليل الزياني، تلك المشاركة التي كشفت عن جيل سعودي عظيم عرفنا معه طعم الذهب بقيادة النعيمة وماجد عبد الله ومحيسن الجمعان وغيرهم.
ما يميز الأخضر الأولمبي هذه المرة هو التشابه الكبير بينه وبين جيل الثمانينات، فهو يحوي نجوماً شابة تشارك مع أنديتها بشكل كبير وغير منقطع رغم وجود الأجانب السبعة، إضافة إلى تمثيل كثير من عناصره للمنتخب السعودي الأول مثل فراس البريكان وعبد الله الحمدان وحسان تمبكتي وسعود عبد الحميد وغيرهم.
تفاؤل كبير بهذا المنتخب الشاب ليكون عصب الأخضر الأول في الأعوام المقبلة، ويعيد لنا زمن اكتشاف النجوم الكبار والجيل الذهبي السعودي في الثمانينات، لكن بشرط أن يقف الجميع مع هذا المنتخب بعيون خضراء لا عيون ملونة حسب ألوان الأندية، فمع فرحة التأهل من دور المجموعات تخرج البارحة أصوات نشاز تتحدث عمّن سجل هدف التأهل، ومن صنعه، ومن ساهم فيه، متناسين دور بقية اللاعبين حتى أن البعض يتحدث عن مدربنا القدير سعد الشهري وكأنه يرتدي اللون الأصفر حتى الآن.
هؤلاء بعيونهم الملونة والضيقة هم من سيئد حلمنا الجميل مع هؤلاء الشبان، وسيقضي على مسيرتهم وعلى أحلامهم حين تطاردهم تلك العيون بتعصبها المقيت وأفقها الضيق، سواء مناصريهم أو المتربصين لهم ولأخطائهم.
دعونا نفرح وندعم هذا الجيل، ولننسَ ألوان أنديتهم ونتذكرهم فقط بالقميص الأخضر، لننسَ أرقام قمصانهم حتى مع أنديتهم ونتذكرها مع المنتخب السعودي لنعاملهم كشبان سعوديين نحلم بهم ومعهم لعودة الزعامة السعودية على القارة الصفراء كما كانت سابقاً.
لقاء هام يجمع منتخبنا بالمنتخب التايلاندي السبت المقبل في دور الثمانية، ما سيقربنا من مونديال طوكيو إن تجاوزناه، وحتى ذلك الوقت لتكون العيون خضراء، والقلوب خضراء، حتى يتحقق الأمل، ولنترك الهلال والنصر والأهلي والاتحاد هنا في مدرجاتنا، لنفعل معهم ما نشاء، ولكن لنبعد التعصب والاختلاف عن الأخضر وعن نجومه، لننسَ ألوان أنديتهم هذه الفترة حتى يعود الأخضر عملاقاً.