كورونا ليس بحاجة إلى مزايدات
انتشار فيروس كورونا المستجد في العالم جعله يتقدم على كل شيء من حيث الاهتمام في الوقاية منه ومحاولة وقف تغلغله في أوساط المجتمعات، وبالتالي تسابقت الحكومات في اتخاذ قرارات متوالية للحد من اتساع رقعته شملت كل مناحي الحياة.
النشاط الرياضي أحد تلك التي ألقى شبح الإصابة بهذا الفيروس بظلاله القاتم عليه، إذ عمدت المؤسسات الرياضية والاتحادات والروابط إلى اتخاذ قرارات تدرجت في صرامتها إلى أن وصلت لحدها الأقصى في بعض الدول بالمنع الكامل للنشاط في الملاعب والقاعات بعد أن كان المنع قاصرًا على حضور الجمهور.
الأولمبية الإيطالية علقت الأنشطة الرياضية حتى الثالث من إبريل المقبل ويشمل القرار الدوري الإيطالي ووصفت ذلك في البيان “هذا الوضع لا سابقة له في التاريخ” وأنه من غير المنطق استمرار إقامة مباريات كرة القدم بعد وضع 16 مليون شخص في الحجر الصحي.
وزارة الرياضة السعودية أصدرت قرارًا بمنع حضور الجمهور مع اتخاذ الكثير من الإجراءات الوقائية للرياضيين والمنشآت وجميع التعاملات المترتبة على التنافس، وهي خطوة تتماشى مع الإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها الحكومة تجاه مجالات أخرى من بينها التعليم، والحجر على مناطق يحمل بعض ساكنيها الفيروس، وتجميد الأنشطة الترفيهية والتجمعات بكافة أشكالها.
عين الدولة ترقب الوضع عن قرب وباهتمام وحرص بالغين، بل وصف بالصارم، وبالتالي فإن اتخاذ خطوات احترازية أشد على إقامة النشاط الرياضي سيتدرج حسب الحاجة ولن يتم التهاون فيه، والتعاطي مع هذا الوضع حسب أولوياته أيًا كان المترتب عليه من أجل سلامة المواطن والمقيم على هذه الأرض.
مسألة توقف الأنشطة مؤقتًا لا تحتاج إلى من يدفع صاحب القرار إليها، إذ متى لزمت لن يتردد فهو أحرص من غيره ويتحمل مسؤولية اتخاذ القرار والوقت بحسب تقديراته المبنية على اشتراكه في أعمال لجنة عليا تتولى هذا الأمر، ولا أحد يتمنى ألا تسير الحياة سيرًا طبيعيًا في كل مناحيها، لأن هذا يعني أن لا ظروف سيئة تحيط بالعالم الذي نحن جزء منه.
المطلوب من مجتمعنا الرياضي أن يساهم إيجابًا في التعاطي مع هذه الأزمة بما يعضد لجهود المسؤولين عن النشاط والحركة الرياضية، وأن يترفع عن طرح الآراء والتعليقات التي تثير الرأي العام، وتربك المسؤولين في هذا القطاع الذي يلتحم في مسؤولياته وجهوده مع كافة قطاعات الدولة بهدف تجاوز هذه الأزمة بأقل الأضرار بمشيئة الله.