هل فعلا ستنهار
كرة القدم؟
المعالجات الصحفية لانعكاسات أزمة فيروس كورونا على عالم كرة القدم تتنوع في اجتهاداتها والزوايا التي تختارها للبحث في عمق الأزمة وما وراءها، وتأخذ التحليلات والقصص الصحفية حيزًا كبيرًا في كل وسائل الميديا، بلا استثناء.
مما شدني كانت العلامات السبع الدالة على انهيار كرة القدم في زمن كورونا، التي نشرت على موقع “سكاي نيوز عربية” للصحفي أحمد نجدت، وحددها بالرواتب / عقود اللاعبين / الموسم المجهول / نهاية عصر الترف / تأجيل بطولات الصيف / البث التلفزيوني / تداخل الموسمين.
ويمكن لكل مهتم أن يضع أيًّا من الدلالات السبعة تحت مجهره لاختبارها، والخروج بما يراه من نتائج، استنادًا على البيانات المتوفرة له والاجتهاد في الاستنتاج، لكن تظل جميعها غير نهائية، والأكيد أنها ستختلف من قارة لأخرى واتحاد وآخر، وتعتمد في تعاظمها وتهافتها على المدة الزمنية التي ستستغرقها فترة الحرب على الفيروس.
عن نهاية عصر الترف ينقل عن صحيفة “ ماركا “ الإسبانية: أن عودة كرة القدم للدوران بعد أسابيع أو أشهر قد تشهد تغييرات ضخمة أبرزها على المستوى الاقتصادي، إذ تخطط الأندية الكبيرة منذ الآن لتغيير معايير سوق الانتقالات، حيث لن يضمن أحد إبرام أو حتى تنفيذ العقود خلال فترة الوباء، بل سيكون من المؤكد أن تتقلص الدخول والاستثمارات والأمر سيمس أسعار عقود اللاعبين التي بحسب مدير رياضي للماركا: تعرضت لتضخم غير مبرر خلال السنوات الأخيرة.
حين أسمع مثل ذلك في السابق أردفه بسؤال عما إذا كان من يرى أن 100 مليون يورو لضم لاعب يعد جنونًا: وماذا عن مئات ومليارات حقوق النقل والرعايات التي تتقاضاها الاتحادات والأندية من وراء ذلك لأن هذه بتلك، ومتى صار إلى تخفيض عقود اللاعبين بالتالي ستنخفض معه الإيرادات الآتية من مصادر سبب صرفها الباذخ على الحقوق والرعاية والإعلان هو النجوم وسعرهم.
ولا أعتقد أن “فيفا” بوسعه وضع ضوابط لتخفيض سقف تعاقدات اللاعبين لأن هذا سيعود عليه هو بالضرر، ومن ذلك سيبقى سوق الانتقالات مفتوحًا، لكن هل هذا وحده هو ما يمكن أن تفعله الاتحادات الأهلية؟ بالطبع “لا”، ففي السعودية يمكن أن يكون الحل مثلاً تقليص عدد اللاعبين الأجانب إلى أربعة فأقل مع إدخال شروط تعاقدية جديدة للاعبين المحليين توازن بين الطرفين وتضمن حقوقهما بإنشاء رابطتين إحداهما للأندية المحترفة وأخرى للاعبين المحترفين، لضمان عبور آمن للمراحل القادمة الصعبة.