محلي
بدون VAR
الإمام الشافعي يقول:
ما حكَّ جلدكَ مثلُ ظفركَ
فَتَوَلَّ أنت جَميعَ أمركْ
وإذا قصدْتَ لحاجَـة
فاقْصِدْ لمعترفٍ بقدْرِكْ
موسمان والحكم السعودي خارج حسابات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، في السابق كانت رغبة الأندية في الحكم الأجنبي، لكن في الفترة الأخيرة الرغبة مشتركة ما بين الأندية والاتحاد السعودي لكرة القدم، مما ساهم في عزلة الحكم المحلي وتهميشه في دوري وطنه.
وبسبب الظروف الراهنة التي نعيشها بسبب فيروس كورونا لم تجد رابطة دوري المحترفين السعودي غير الحكم المحلي لإدارة المنافسات المحلية عند العودة في الموعد المقترح 20 أغسطس القادم، والسبب ليس ثقة في إمكانات الحكم المحلي، بل الظروف القاهرة في صعوبة سفر الحكام الأجانب من بلدانهم إلى السعودية بسبب الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.
عندما علقت مشاركة الحكم السعودي في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين كانت الحجة من أجل تطويره وتأهيله في برامج تساهم في تطوير قدرات الحكم المحلي، لكن لم نلمس أي تطوير، بل الوضع صار أسوأ وانعدمت الثقة في الحكم المحلي.
الحكم لا يختلف عن لاعب كرة القدم عندما لا يمارس يفقد المهارة، والتحكيم ليس قوانين تحفظها بل ممارسة وتطبيق في الميدان.
اليوم وبعد أن أصبح الحكم السعودي مسلوب الثقة، وفي أضعف مستوياته الفنية، نضع على عاتقه المسؤولية الكاملة لقيادة الجولات المتبقية من الدوري، والتي تعتبر الأهم في مسيرة الدوري لتحديد هوية البطل والأندية الهابطة.
ومما يزيد الأمور تعقيدًا عودة الدوري بقيادة طواقم تحكيم محلية مع الاستغناء عن استخدام تقنية الفيديو المساعد “الفار”. الحكم السعودي يحتاج إلى تأهيل نفسي قبل الجوانب اللياقية، والفنية، والقانونية.
ليس من السهل أن تنتزع الثقة من الحكم المحلي، وأن تفاجئه بالعودة بدون تأهيل من مختلف الجوانب، خاصة في ظل تصريحات رؤساء الأندية واللاعبين المستمرة بعد المباريات بالتشكيك في قرارات الحكم المحلي في الفترات الماضية.
لا يبقى إلا أن أقول:
يجب أن يوفر الاتحاد السعودي لكرة القدم الحماية الكاملة للحكم المحلي بمنع رؤساء الأندية، والإداريين، واللاعبين من التصريحات الإعلامية التي تشكك في نزاهة وأمانة الحكم المحلي، بدون الحماية سوف يعيش الحكم المحلي وسط ضغوط كبيرة تؤثر سلبًا على قراراته.
هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك.. وشكراً لك..