البحث عن الجمهور من المدرج للتلفزيون
لأن اللاعب يعلم وهو في الحافلة التي يستقلها مع زملائه، بأنه سيذهب ليلعب مباراة تنافسية مهمة دون أن يستقبله الجمهور بالتصفيق أو حتى الصفير، سيفقد الكثير من شهية اللعب، ويصعب عليه التخيل الذي عادة يشحن به عقله، ويرسم به سيناريو المباراة، وأحيانًا يستطيع تطبيقه على أرض الواقع.
الجمهور السعودي ليس كنظيره الإنجليزي، الذي يندر أن تلعب مبارياته وفي المدرج مقعد خالٍ، لكنه بالمقارنة مع غيره من الدوريات العربية، يظل متقدمًا عليها، كما أن اللاعب يرضيه الحضور الذي اعتاد أن يلعب أمامه أيًّا كان، إلا أن يكون مهجورًا كما ستكون عليه الملاعب في العالم هذه الفترة، بسبب إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد.
الفرنسيون سيسمحون بحضور 5 آلاف شخص لحضور نهائي كأس فرنسا ونهائي رابطة المحترفين أو المباريات الودية التي ستلعب ما بين 11 يوليو والـ 2 من أغسطس المقبلين موعد انطلاقة الموسم الجديد ومعه سيسمح بزيادة عدد الحضور.
ربما يحاول الفرنسيون تصحيح ما اعتبره بعضهم خطأ، بعد أن أوقفوا الدوري وإلا ما معنى إيقافه بدواعي التشدد في الحرص على سلامة اللاعبين، وفي نفس الفترة يتم لعب مباراتين نهائيتين بحضور الجمهور وإن حدد بالخمسة آلاف، الانتقاد كان على الاستعجال في اتخاذ قرار خالفته الدوريات الكبرى الألمانية والإسبانية، والإيطالية، والإنجليزية، التي يأتي خلفها في القوة والشعبية.
منذ أن قرر الألمان المغامرة بعودة مباريات الدوري ولو دون جمهور، اتجه الجميع للبحث عن أفكار تساهم في التخفيف من وحشة المدرجات الخالية، منها استخدام قصاصات من الورق المقوى مرسوم عليها وجوه المشجعين، وأيضًا فكرة إرسال الهتافات عبر تطبيق للهواتف المحمولة، تتيح لمستخدميها من المشجعين أزرار مختلفة، للهتاف والتصفيق وهم يشاهدون المباريات عن طريق التلفزيون، ويتم نقلها عبر مكبرات الصوت داخل الملعب.
كل ما تناقلته وسائل الإعلام عما يمكن فعله لسد ثغرة حضور الجمهور ليس عمليًّا، إنما محاولات لفعل شيء، الدوري الإسباني كان الأنجح ولحقه الإنجليزي حين تم دمج النقل التلفزيوني بأصوات في خلفية التعليق تشبه إلى حد كبير ما كان يحدث على الواقع، من حيث التفاعل، لكنه يخدم الملايين من المشاهدين خلف الشاشات، وإن لم يكن له أي مردود على من بداخل الملعب.
كان لا بد أن تعود للحياة بهجتها وإن شيئًا فشيئًا، وألا يقبل العالم الهزيمة، وفي مقدمتهم الرياضة والرياضيون.