الحرب الباردة
تدمر الأهلي
من الأربعينيات إلى التسعينيات الميلادية عاش العالم “الحرب الباردة” بين أمريكا والاتحاد السوفيتي.
كثير من المواجهات بين طرفي الصراع لم تكن مباشرة بل كانت دول تخوض المعركة بالوكالة من خلال دول تلعب دور الوسيط لتنفيذ أجندة أمريكية أو سوفيتية.
ولقد لعب الإعلام دورًا مؤثرًا في حشد همم الشعوب للإيمان بالمشروع الأمريكي أو السوفيتي. الكاتب الإنجليزي جورج أورويل نشر مقالًا في 19 أكتوبر 1945م استخدم فيه مصطلح “الحرب الباردة” وكان مؤمنًا بأن الصراع الأمريكي الروسي ضد حرية البشر وكتب بالنص:
“انظر إلى العالم بأسره، الانجراف لعدة عقود ليس من أجل الفوضى بل لإعادة فرض العبودية”.
ما أريد أن أصل إليه أنه اليوم في الوسط الرياضي السعودي نعيش “حربًا باردة” داخل البيت الأهلاوي بين أطراف عدة؛ فهناك من يحارب في العلن وفي الجانب الآخر حرب بالوكالة.
الزميل العزيز سامي القرشي في مقاله أمس بصحيفة “الرياضية” شخص الحرب الباردة في النادي الأهلي وكتب بالنص:
“الأهلاوي في العموم مشجعًا كان أو إعلاميًا أو حتى شرفيًا وإداريًا غير جاهز نفسيًّا لمواجهة منافسي ناديه، والسبب أنه منشغل بصراعات الداخل فمن يشاطره الميول متكفل بضربه.
من صنعوا صراع الرموز بين خالد ومحمد هم من صنعوا صراع المنتديات ثم الإعلام بين قديم وجديد ثم صنعوا صراع قادة المدرج وهم ذاتهم اليوم من ينفخون في حطب منصور ومؤمنة.
لا يبقى إلا أن أقول:
أشعر بالحزن وأنا أرى ناديًا عريقًا بحجم الأهلي تشتعل فيه الحروب بهذا الشكل المقزز أخلاقيًا حتى أصبح سقوط القلعة الخضراء مجرد عامل وقت لا أكثر.
ما يحدث في الأهلي من صراعات عيب وفضيحة تشوه الوجه الجميل في الرياضة السعودية والمؤسف أن من يحمل الحطب على ظهره حتى باب النادي لتبقى نار الصراع مشتعلة لا تنطفئ هم بعض الزملاء الإعلاميين المنتمين إلى البيت الأهلاوي؛ يحاربون بالوكالة، تجردوا من المهنية وأصبحوا ضيوفًا يأكلون من موائد الكبار في الصراع الأهلاوي، همهم أن تشبع كروشهم وأشياء أخرى لم يعد يهمهم؛ يسقط الأهلي وينهار المهم مصالحهم الشخصية ألا يلامسها الضرر.
قلتها سابقًا وأكررها اليوم ما زلت أراهن على المشجع الأهلاوي الواعي القادر على التفريق ما بين الغث والسمين في الإعلام الأهلاوي.
الأهلي يحتضن إعلاميين كبارًا يملكون الفكر الراقي لكنهم مهمشون من جماهير ناديهم الذين يسوقون لإعلامي عربجي والنطيحة والمتردية.