عيد
بحذر
العيد في زمن كورونا لا يشبه أيام الأعياد الأخرى في كل تفاصيله، الأيام لا تتشابه وكل يوم له وجه يختلف عن قبله ومن بعده، أمس لا يشبه اليوم، والغد يختلف عن يوم مضى.
قد يختلف العيد الأضحى عن سابقه عيد الفطر في زمن الكورونا، اليوم عادت الحياة لكن بحذر مقارنة بفترة العيد الماضي الذي كان العيد في بيتك لا أكثر.
يجب أن ندرك أن عودة الحياة لا تعني أن شبح فيروس كورونا قد انتهى، مازال يعيش بيننا ويطوف حولنا من كل جانب.
علينا ألا نجعل فرحة العيد وطقوسه تقودنا إلى أن نغفل عن الإجراءات الاحترازية للوقاية بفيروس كورونا.
وهذا العيد حالة خاصة في قاموس الأيام، لا أحد يطرق باب بيتك لزيارتك ولا صوت أطفال الجيران يطوف حولك من أجل العيدية.
العيد في زمن كورونا اختبار حقيقي لكل نفس بشرية في قدرتها على زراعة الفرح في الجسد أو الاستسلام باليأس والحزن.
في هذا العيد فرصة لن تتكرر بأن تقضي كل وقتك من أجل أهلك لا أحد يشاركهم وقتك لا صديق ولا نديم.
قد تشتاق لأشياء كثيرة كانت طقوسك في كل عيد، لكن لا عليك اليوم أنت من يصنع العيد لنفسه، استمتع بكل لحظة فرح تعيشها مع أهلك، اقترب أكثر من أطفالك، اكتشفهم من الداخل وأجعلهم يعرفونك كما أنت.
الحياة لا تبقى على حالها وهناك من جعل العيد في زمن كورونا أكثر فرحًا وبهجة، وهناك من طوق جسده باليأس والحزن وجعل من بيته قفصاً حُبس فيه طير.
عندما تكون سعادتك خارج بيتك أكثر من داخل بيتك عليك أن تدرك أنك تهدم جدران الأسرة وتحطم ترابطها.
اصنع عيدك بنفسك واستمتع بكل لحظة مع أسرتك هم عيدك لا أحد غيرهم.
لا يبقى إلا أن أقول:
الحذر طوق نجاة يحميك وأسرتك من الإصابة بالمرض، التزم بكل الإجراءات الوقائية واتبع التعليمات الصادرة من وزارة الصحة والجهات المعنية حتى لا تجعل فرحة العيد تتحول إلى معاناة.
استمتع بالعيد واصنع الفرح لنفسك بعيداً عن أي تجمعات تنتشر فيها ارتفاع نسبة خطورة الإصابة بفيروس كورونا.
لا عليك العمر طويل وستعود الأيام كما كانت في الأعياد، بشرط أن نتعاون للقضاء على هذا الفيروس الذي يعكر علينا جمال الحياة.
وكل عام والفرح يسكن قلوبكم وتقبل الله منكم صالح الأعمال..
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..