وداعا
هاشم الوفاء
عندما يختلط فرح العيد مع حزن الفراق يكون الألم قاسياً لا مثيل له.
وما أقسى الموت عندما يختار من نحب ويخطفهم منا فجأة ونحن ما زلنا نحتاج لهم في كل تفاصيل حياتنا.
لا شيء كان غير الحزن يسكن جسد جيزان المدينة أرضاً وإنساناً أمس بسبب فاجعة وفاة السيد هاشم مهدي العطاس، لا شيء يعدل الألم عندما تفارق معلم الأجيال العظيم.
لا يوجد بيت في جيزان المدينة إلا والمعلم الفاضل هاشم مهدي العطاس نثر بذوره فيها، زرع في شباب جازان أشياء كثيرة ليجني الوطن ثمارها في أجيال متعاقبة تخدم اليوم الوطن في مختلف المجالات.
كان المشهد أمس حزيناً في مدينة جيزان وهي تودع هاشم الإنسان، هاشم الكريم، هاشم الوفاء، وهاشم العطاء.
حجم الحزن كبير لأن الراحل كان يمتلك شخصية لا أحد يشبهه فيها ويعتبر من أعيان منطقة جازان المؤثرين، وهو يمتلك هيبة بسبب مكارم الأخلاق التي تسكن جسده.
لا نفرح في مدينة جيزان إلا والسيد هاشم مهدي العطاس أول الحاضرين، ولا نحزن في مدينة جيزان إلا وأبو محمد أول المواسين، ولا تذهب إلى المستشفى إلا وأبو مروان أمامك يزور المريض.
بعد صلاة العصر أمس الشيخ الفاضل موسى خمج إمام جامع الأميرة صيتة وقف حزيناً وقال:
“نحن شهود الله في أرضه، الراحل غادر الدنيا وأعمال الخير في هذا المسجد تشهد له، كان في كل الصلوات معنا وكان كريماً يتبرع في السر ولا أحد يعلم أن كثيرًا من الأعمال الخيرية في المسجد يقف خلفها الفقيد يرحمه الله”.
لا يبقى إلا أن أقول:
السيد هاشم مهدي العطاس لم يكن مجرد معلم، بل كان أكثر من ذلك، رجل الخير أينما حل، وبلسم معاناة الفقير، وأباً لكل شباب جازان تعلمنا منه في المدرسة أشياء كثيرة وتعلمنا منه في الحياة أكثر.
ونحن نعزي أنفسنا في جيزان نردد كلمات الشاعر:
“حتى لو الموت ياخذ طيّب السيرة..
ما يقدر الموت ياخذ سيرة الطيّب”.
وداعاً لروحك الطاهرة، لكن ستبقى أعمالك الجليلة تعيش بيننا للأبد يا عمّ هاشم.. ولأننا نحبك لن ننساك أيها العظيم في كل شيء.
تعازينا لجازان كلها في رحيلك ولعائلتك الكريمة... إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراق السيد هاشم مهدي العطاس لمحزونون.
الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته..