2020-08-15 | 01:01 مقالات

الدعم المشروط

مشاركة الخبر      

أتابع كرة القدم في كل مكان وأتمنى أن أرى في بلادي أفضل التطبيقات الاحترافية الإدارية والفنية والمالية التي رأيتها في أفضل الدوريات والأندية العالمية، ولعلي اليوم أتحدث عن أهم مقومات كرة القدم اليوم وهو المال الذي يمثل الوقود الذي يحرك منظومة كرة القدم، ولذلك حين بدأنا “SPL” كان أول شركاء النجاح “KPMG” أحد الأربعة الكبار في عالم الإدارة المالية والتدقيق، وكنا نحلم بالاستقرار المالي لأنديتنا دون الاعتماد على “الدعم المشروط”.
كانت أبرز ملاحظات فريق تفتيش الاتحاد الآسيوي أن مصدر الدخل الأول لأنديتنا آنذاك هو “دعم أعضاء الشرف”، في حين تعتمد الأندية العالمية على مصادر دخل متنوعة تبدأ بعوائد النقل التلفزيوني كأهم الموارد، وتمر بعوائد يوم المباراة والرعاة وانتقالات النجوم وغيرها لتنتهي بالاستثمارات المتعلقة بالعلامة التجارية للنادي، وتلك الأهداف التي نتمنى أن تصل لها أنديتنا لتضمن تدفق المال بشكل واضح وشفاف لا تحتاج معه انتظار “الدعم المشروط”.
هناك أندية سعودية تعيش مرحلة التحول الذي يتماشى مع “رؤية 2030”، فأصبحت ترسم خطتها المالية بداية العام وتحدد الميزانية وفق الموارد المالية الواضحة كالدعم الحكومي والرعاة والدخل المتوقع من المباريات وملابس الفريق، بانتظار مشروع النقل التلفزيوني الذي ينتظر أن يحل المعادلة المالية للأندية بإذن الله، ورغم التطور الكبير الذي عاشته أنديتنا إلا أنها لا تزال تعتمد على “دعم أعضاء الشرف” عند شراء بعض عقود النجوم المحليين أو في المراحل الحاسمة في صورة مكافآت تحفيزية تندرج تحت بند “الدعم المشروط”.

تغريدة tweet:
في الأندية الأوروبية تأتي الحوافز المالية في المراحل الحسم لتحقيق الألقاب أو تفادي الهبوط، لكن مصدرها ميزانية النادي فيبقى الولاء والارتباط بالشعار، بينما حين يعلم النجوم أن تلك الأموال جاءت من العضو الداعم فلا يكون النجم مديناً للنادي بالولاء، ويزداد الأمر صعوبة حين يقوم العضو الداعم لأحد الأندية بتقديم الدعم لنجوم فريق آخر لتعطيل منافسه، فيكون المال من مصدر لا يمت بصلة للنادي فتكون حسابات الولاء أكثر تعقيداً، ولكي تتحرر الأندية من تلك التعقيدات يفترض أن يتم تقديم الدعم لخزينة النادي دون اشتراطات، بحيث يحصل العضو الداعم على الشكر الذي يستحقه دون أن يحدد كيف ومتى وأين يتم صرف ذلك الدعم غير المشروط، وعلى منصات الإدارة المالية نلتقي.