جولات المنع
لا الصافرات
انشغل الجميع في الفترة الماضية بصافرة حكم في ذلك الملعب أو ذاك، وتتبع بعضهم بعض القرارات الخاصة باتحاد القدم وطال النقد حتى وزارة الرياضة ممثلة برئيسها الشاب الأمير عبد العزيز بن تركي، رغم البعد الشاسع بين مسؤولياته وما يجري داخل الملعب، وأفردت الصحف والبرامج الرياضية المساحات لنقاش ذلك الأمر فيما مر الأهم من بين أيديهم وهم لا يعلمون.
خبر صغير مر مرور الكرام نشر في قلة من وسائل الإعلام ولم يعط حقه، وكأن وظيفتنا أصبحت فقط النقد والبحث عن السلبيات وإغفال وإهمال الإيجابيات والمنجزات. يقول الخبر الذي نشرته وزارة الرياضة في ثلاثة أسطر ولم تحتفِ به، على اعتبار أنه من صميم عملها أنه تم منع 6 أشخاص من الدخول في مباريات يوم السبت الماضي في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين نظير ثبوت مخالطتهم لحالات مصابة بفيروس كورونا بعد ظهور حالاتهم الصحية في تطبيق توكلنا، وهم من خارج الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين، وذلك بالتعاون مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”.
وبالأمس أيضًا يعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم منع شخصين من التواجد في مباراتين ضمن الجولة 31 لدوري الدرجة الأولى، بعد ثبوت مخالطة أحدهما وإصابة الآخر بفيروس كورونا شفى الله المصابين منه وحمانا وإياكم.
بالطبع كل ذلك يأتي استمرارًا لتطبيق الإجراءات والبروتوكولات الصحية التي تتبعها وزارة الرياضة في المنشآت الرياضية سواء داخل الملعب أو خارجه، بالتعاون مع اتحاد القدم ورابطة دوري المحترفين والمنفذة بصرامة من أجل الهدف الأول لدى الجميع، وهو الحرص على سلامة الرياضيين خاصة مع عودة الأنشطة الرياضية بشكل عام، ومنافسات كرة القدم التي اكتشفت فيها تلك الحالات وتم منعها.
جهد جبار وعمل مميز وهدف أسمى تقدمه الوزارة وكل الجهات المرتبطة بها فيما ينشغل الجمهور ووسائل الإعلام بصافرة حكم وقرار لا يؤخر ولا يقدم، ولست ضد ذلك فهذا حال المنافسة وهذه هي كرة القدم، ولكن يجب أيضًا ألا ننسى الجهود المبذولة، ولا بد أن نحتفي بالإيجابيات كما نحرص على النقد وتقويم الأخطاء إن وجدت، وأن يكون هذا الأمر متوازنًا وطريقين يسيران جنبًا إلى جنب لننتقد جميعًا كل خطأ ونبحث عن كل سلبية للإصلاح، دون أن نغفل العمل المميز ونتجاهل الإيجابيات.