الكبير الأهلي وحسابات اللقب
من يستكثر فوز الأهلي على الهلال، إما يريد أن يسيء للأهلي أو يعتقد أنه ينال من الهلال، وفي كلا الحالين لا يمكن له أن يحقق أيًّا منهما، نعم أسقط الأهلي نظيره الهلال في ظرف كان فيه الهلال أحوج لقطع مسافة النقاط الست التي تضمن له انتزاع اللقب.
وفشل الهلال في التمسك بأول الفرص الحقيقية لتحقيق البطولة، لكن الأهلي وإن كنا جميعًا نعيش ظروفه الإدارية والفنية المقلقة، يبقى الأهلي الكبير المرشح للتنافس على نتيجة الفوز أمام كل الأندية كبيرها قبل صغيرها، ومن ذلك فإن محاولة جعل فوزه المستحق على الهلال مفاجئًا، انتقاص لا يعفيه حتى الجهل بقيمة الكبار، أما من وصفه تفريطًا هلاليًّا فهو يحتاج إلى أن يعيد النظر في فهم التنافس، ومتطلبات الحصول على البطولات.
الأكيد أن ما جرى في المباراة يحق للجميع وصفه والتعليق عليه، طالما حفظ للأهلي مكانته وللهلال أحقية استمرار صدارته، لكن لا الأهلى مطلوبًا منه أن يكون على الدوام في حالة تعافٍ، ولا الهلال عليه ألا يتعثر حتى وهو في أحسن أحواله، وفي تقديري أن الظروف السيئة التي كانت تحيط بالأهلي خلال هذا الموسم والمصاعب التي زادت الأسبوع الذي سبق المواجهة، وأبرزها استقالة المشرف على الفريق، ساهمت في أن يدخل المباراة دون ضغوط سلبية، وربما ساعدت اللاعبين خاصة النجوم في تقديم مستوياتهم في حالة ذهنية ونفسية، حيث خلصت من بعض الحسابات وتفرغت للتعبير عن الذات.
اللقب يتحقق دون فارق التسع أو الست والثلاث نقاط، أكثر المواسم تحقق بفارق النقطة وآخرها الموسم الماضي، كما تضمن لائحته تحقيقه بفارق الأهداف أو نتيجة فارق المواجهات مع الوصيف، والغريب أن من يلاحق الهلال خوفًا أو رغبة في خسارته وتعادله، لا يفعل ذلك مع وصيفه النصر الذي هو الآخر يخشى عليه من التعثر أيضًا، وبالعودة لما جرى الموسم الماضي، كاد النصر يبدد مجهوداته التي بذلها في تقليص الفارق قبل آخر جولتين، بل تقدمه بفارق نقطة، حين عاد وخسر من الاتحاد وأصبح الهلال مرشحًا للتقدم وبفارق نقطتين الجولة قبل الأخيرة، لولا أن التعاون أسقطه وأعاد فارق النقطة.. عودة الأهلي مهمة لاستكمال الموسم.. وسباق الهلال والنصر يشي بموسم مقبل أكثر قوة وإثارة.