جماعية بايرن
تهزم فردية باريس
أسطورة كرة السلة الأمريكية كريم عبد الجبار يقول:
“يمكن لخمسة لاعبين يعملون معًا في الملعب تحقيق أكثر مما يمكن لخمسة موهوبين يلعبون بمفردهم تحقيقه”.
في الوقت الراهن تقلصت الفوارق الفردية بشكل أكبر في كرة القدم وأصبحت ميزة اللعب الجماعي تسيطر على المنافسات في مختلف البطولات، وخير شاهد على ذلك تحقيق فريق بايرن ميونيخ لقب دوري أبطال أوروبا بالفوز على باريس سان جيرمان، بهدف وحيد أحرزه اللاعب كينغسيلي كومان.
عندما تقارن بين أسماء الفريقين سوف تجد أن فريق باريس سان جيرمان يضم أكثر من موهبة كروية تعتبر من الأبرز على مستوى العالم، لكن ما يميز فريق بايرن ميونيخ الألماني أنه يعتمد على اللعب الجماعي، لذلك انتصر الفريق على الفرد الأكثر موهبة.
لم تعد مهارة لاعب واحد تكفي لهزيمة الخصم كما كان يحدث في السابق، تحتاج اليوم أن تبنى خطة الفريق على جميع عناصر المجموعة وليس على فرد واحد.
الرياضة في مختلف الألعاب الفردية والجماعية في السنوات الأخيرة عاشت قفزات تطويرية كبيرة في مختلف جوانبها، خاصة في فلسفة التدريب التي تعتمد بشكل كبير على العلوم الحديثة واستثمار التقنية والإحصائيات لتطوير الأداء الفني للرياضي، وهذه التقنية ساهمت بشكل كبير في تطوير اللعب الجماعي والتعاون بين أفراد الفريق، وليس الاعتماد فقط على اللاعب الموهوب الذي أصبح جزءًا من المجموعة.
عندما تقارن كرة القدم اليوم بما كان يحدث في أرض الملعب قبل عقدين أو أكثر، سوف تلمس تغيرات كثيرة في الخطط التدريبية واللياقية البدنية للاعبين، حتى أصبحت الكرة أسرع، وتعتمد بشكل أكبر على اللعب الجماعي مقارنة باللعب الفردي في الفترات الماضية.
لا يبقى إلا أن أقول:
هذا الشيء يجعلنا نضع في الاعتبار أن بناء منتخب سعودي قوي للمستقبل يحتاج إلى استراتيجية الاعتماد على المنتخبات السنية، لضمان بناء منتخب يحتضن مجموعة من اللاعبين المنسجمين مع بعضهم، يلعبون كمجموعة لسنوات طويلة حتى يكون للمنتخب هوية واضحة تعتمد على اللعب الجماعي وليس مهارات بعض اللاعبين الفردية.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك..