كلام
في رحلة الهبوط
الصعود إلى دوري الأندية الممتازة هو نتاج النجاح في دوري أندية الدرجة الأولى، حيث يشترط أن تحقق البطولة أو الوصافة أو مركزًا متقدمًا حسب ما تنص عليه لائحة كل اتحاد، أما عودة النادي الصاعد أدراجه فهي هجرة عكسية للنتائج والمستويات الجيدة والقدرة على التنافس التي كان عليها في دوري الأولى.
لكن هل كل الأندية التي تصعد تهبط الموسم التالي؟ في الغالب هذا يحدث وربما يصمد موسمًا أو موسمين، لكن الذين بقوا واندمجوا في منافسات الدوري الممتاز قليلون، وذلك بسبب التحول الذي طرأ على كرة القدم وارتفاع فاتورتها، وتغير قواعد صناعة اللاعبين واللعبة ككل، وهو تغير طوى حقبة الثمانينيات والتسعينيات بسرعه أخلت بموازين التنافس.
هناك اختراق مهم يمكن أن يعيد التوازن ويتمثل في تحرير المنافسات من بعض القيود التي تصنع الفارق، مثل ما حدث في الدوري السعودي الموسم الماضي وهذا الموسم، حيث سمح للأندية بمشاركة ثمانية لاعبين أجانب ثم سبعة، ورفع الحصانة عن مركز حراسة المرمى، ومع هذا فالأمر أيضًا ليس بتلك البساطة.
واجهت الأندية الصاعدة خاصة حديثة العهد بالدوري الممتاز، أكثر من مشكلة حتى يمكن لها أن تضمن رحلة مريحة، قد تصل بها إلى محطة البقاء موسمًا أو أكثر، أبرزها أن الأندية الأكثر تمرسًا من أندية الوسط أو المقدمة، هي أيضًا تسلحت باللاعبين الأجانب، لكن بدراية أكثر باحتياجاتها وبخبرات أنضجتها التجارب السابقة.
صحيح أن القيمة الفنية للدوري بعمومه ارتفعت، ولم يعد بالهين التسليم بنتيجة مباراة قبل لعبها، واتضحت قيمة العنصر الأجنبي المضاف، في شكل أداء كل الأندية على مستوى التكنيك للاعبين أو في التكتيك للفريق ككل، بالقدر الذي يجعل الفوارق لا تأتي إلا في جزئيات من زمن المباراة، لكن هذا لم يكن ليشفع دائمًا للصاعدين بالبقاء.
في هذا الموسم عاد نادي العدالة الصاعد قبل النهاية إلى دوري الأولى، ومن المرشح أن يرافقه اثنان من ستة، وهم: الحزم وضمك والفيحاء والفتح والاتحاد والتعاون، وإذا نجا ضمك والفيحاء اللذان يلعبان موسمها الأول والثالث في تاريخهما، فإن الهابطَين سيكونان أول الضحايا الحقيقية لتعزيز الأندية بالأجانب السبعة.
المعطيات تشير إلى أن من سيرافق العدالة اثنان من ثلاثة هم الحزم وضمك والفيحاء، يأتي ذلك والدوري الممتاز في موسمه المقبل قد استقبل الباطن أول الصاعدين، وينتظر العين والقادسية الأكثر ترشيحًا فهل من جديد؟