إعلامي
أبو وجهين
“إذا أردت أن تكون كاتب رأي في مقال أو مدافعًا عن حملة حزب ما على وسائل التواصل الاجتماعي فهذا خيار متاح لكن يجب ألا تكون وقتها تعمل في بي.بي.سي”.
هذا خطاب المدير العام الجديد لهيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” تيم ديفي للموظفين بشأن عدم نشر آرائهم السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي.
رأي الإعلامي هويته الشخصية وليس قبعة يلبسها ويخلعها على حسب موقعه لا يمكن أن تتقمص دور المحايد في عمودك اليومي بالصحيفة أو ظهورك في برنامج رياضي بينما لا تختلف عن أي مشجع متعصب مع كل تغريدة في تويتر وكأنك في رابطة المشجعين.
لا أقصد هنا أن الإعلامي الرياضي يجب ألا تكون له ميول لأي نادٍ بالعكس من حقك أن تشجع أي فريق لكن من أخلاقيات المهنة الإعلامية أن تكون محايدًا في رأيك وألا تجعل ألوان الأندية تصبغ رأيك بألوانها مرة أزرق تكره كل أصفر والعكس أصفر يقف كل ضد ما هو أزرق.
حتى لا تفقد قيمتك كإعلامي بين القراء أو المشاهدين والمستمعين لا تتلون في القضايا الرياضية على حسب مصلحة ناديك الذي تشجعه ويكون رأيك مختلفًا في قضايا مشابهة لأي نادٍ ينافس ناديك، لا تجعل من يتابع يشفق عليك ويعدّك مصابًا بمرض انفصام الشخصية “إعلامي أبو وجهين”.
يجب أن تدرك أن ذاكرة الجماهير الرياضية لا يصيبها الزهايمر بل كل مشجع ذاكرته من حديد يعرف تاريخ كل إعلامي رياضي بأنه محايد أو متحيز ويصنفك صادقًا أم كاذبًا.
احذر أن تغريك الشهرة وتجعل شهوة الرتويت في تويتر تتحكم في رأيك وتصبح مجرد إعلامي على حسب ما تطلبه الجماهير وليس صاحب رأي مستقلًا؛ منحازًا للحق دائمًا وليس للباطل على حسب ميوله.
لا يبقى إلا أن أقول:
من الأشياء الإيجابية التي تحسب للاتحاد السعودي للإعلام الرياضي في الفترة الأخيرة بأن كل إعلامي رياضي يحاسب على أي رأي شاذ في مواقع التواصل الاجتماعي ويتعرض للمحاسبة القانونية التي قد تصل إلى تعليق أو سحب عضويته.
عندما تكتب في تويتر “أن ما تغرد به رأي شخصي لا يمثل الجهة الإعلامية التي تعمل فيها” هذا لا يعني أن تكون “إعلامي أبو وجهين” تناقض نفسك في الرأي، اختار إما أن تكون إعلاميًا مهنيًا يحترمه الجميع أو مشجعًا متعصبًا لا قيمة لك.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.