باب ما جاء في جلد الزملاء
على مستوى الإعلام الرياضي، الانتماء دائمًا ما يكون للأندية وهذا الأمر طبيعي، فالقاعدة تقول إنه لا يمكن لأي إعلامي رياضي أخذ موضع قدم في صحيفة أو برنامج أو حتى الوصول إلى منصب رياضي أعلى، إلا وهو صاحب انتماء لناد معين..
ولكن السؤال الأكبر: هل يجب على الإعلامي الرياضي أن يكون انتماؤه إلى النادي أم للمهنة الإعلامية؟ سؤال يضع الأغلبية من زملاء الإعلام في حرج أمام جماهير الأندية التي يشجعونها حينما يكون الإعلامي في موقف عليه أن يختار بين ناد يشجعه وزميل مهنة..
طيلة عقود والإعلاميون الرياضيون يمارسون الإساءة لبعضهم وهم زملاء المهنة الواحدة انتصارًا لأندية يشجعها هؤلاء الإعلاميون، وهو الدليل أن قبيلة النادي مقدمة لدى سواد الإعلاميين الأعظم على الصداقة والزمالة وقبيلة اتحاد الإعلام الرياضي.
للأسف رأينا ممارسات إعلامية لزملاء ينتمون إلى ذات المهنة تصل إلى حدود الشتائم من أجل انتماء لناد، وتصل إلى حدود الاتهام وتشويه السمعة من أجل كسب رضا مجموعة من مشجعي النادي، والضرب بكل القيم والمثل والصداقات عرض الحائط.
كثيرة هي المواقف التي رأينا فيها الإعلاميين وهم يستعدون ويحرضون السلطة الرياضية، وما هو أكبر منها ضد زملاء لديهم أبناء وأمهات، مطالبين بالإيقافات والغرامات، بل أشد العقوبات بل السعي في ذلك بكل ما أوتوا من قوة غير مراعين لأدنى درجات المروءة.
صحيح أن الانتماء للأندية أمر طبيعي بل عالمي، ولكن ليس للدرجة التي تصل إلى الأماني بالضرر لزميل، كل ذنبه أنه لا يشاطرني ذات الانتماء وعليه فليس من “المرجلة” وقبلها “الدين والأعراف” أن تصل الأمور إلى هذا المستوى من الفجر في الخصومات.
هناك فوارق حول هذا الأمر بين الإعلاميين المنتمين للأندية وهذه حقيقة، فدرجة الخلافات بين إعلام الأهلي والاتحاد مثلاً لا يرتقي لدرجة التنافر الذي نراه بين إعلام الهلال والنصر، فتلك والله حرب بسوس تجاوز فيها الأمر الجار إلى الأخوة داخل الدار دون سابق إنذار، ولعل السبب في تباين التعاطي الإعلامي بين الزملاء من ناد لآخر يعود إلى إعطاء الجهات الإعلامية المساحة الأكبر في البرامج بل الرأي هي درجة العقوبات وتطبيقها بين الإعلاميين، والتي تختلف من إعلام ناد إلى آخر، بعض غفور رحيم وبعض آخر شديد العقاب.
هي رسالة إلى الإعلام والإعلاميين مفادها أن الانتماء للمهنة ولزملائها مقدم على الانتماء للأندية على الأقل في احترام الإعلاميين لبعضهم وتجنب الصدامات الشخصية معهم، والتعاطي في حدود الرياضة، وتذكروا أن الأم والزوجة والأخت وكل المقربين يشاهدون.