لماذا يتسيد الهلال والنصر المشهد؟
لم يعد من عذر للمحتجين على تسيد الهلال والنصر المشهد الإعلامي وساحات السوشال ميديا، فالناديان لم يتركا للجميع فرصة الالتفاتة لغيرهما إلا إذا كانوا في محيط ما يخصهما. هذه حقيقة وهي ليست بالجديدة، فقد مرت حقب زمنية كانت لغيرهما أو مع أحدهما دون الآخر، وإذا من لوم فليكن على الأندية الكبيرة التي ارتضت أن تقصى، ولجمهورهم والإعلام المساند لهم، الذي توزع بين صامت أو غاضب، أو ملتحق بالنصر والهلال، أو ناقم على المجتمع الرياضي، ومحمل إياه المسؤولية.
تأهل النصر والهلال إلى نهائي كأس الملك سيطيل أمد بقائهما الأهم إعلاميًا والأصخب جمهورًا، سيلعبان على كأسين في موسم واحد “الملك/ السوبر” والمرشحان للحصول على لقب الدوري، سيكون لذلك أثره في الحاضر والمستقبل على سجلهما البطولي وقاعدتهما الجماهيرية. هذا موضوع يحتاج إلى أن يكتب لاحقًا، لأن النصر أربك التوقعات وضرب بالمخاوف والنصائح والشماتة عرض الحائط.
بين ماذا لو لم ينتصر النصر على الأهلي ويصل للمباراة النهائية، وآخر يرى أنه في كلا الحالين على النصر أن يعيد ترتيب أوراقه الفنية والإدارية بجدية، ودون أي تحسس من ردة فعل إعلام أو جمهور. بين هذين الرأيين تلمس الحريصون على النصر النادي قبل “المشروع”، الدروب التي تحقق للنصر ما يستحقه، ويتناسب مع ما يملكه من نجوم وعناصر شابة، بمقدورها أن تؤمن مسيرته مواسم كروية مقبلة، بصفته منافسًا على كل البطولات.
ولأن النصر نجح بامتياز في تجاوز مطب فني ونفسي كانا سيعصفان ليس بالآمال فحسب، بل بالمنظومة الجديدة التي تم توليفها ضمن مشروع تتعدى أهدافه تعزيز الفريق بالمواهب والنجوم الصاعدة، إلى تمهيد الطريق لها لتزاحم على حصد البطولات، فقد أصبح يملك فرصة تحقق المسألتين، حيث كسب الرهان على عدم السقوط، ومنح للجميع فرصة التشاور على الصيغ الأنسب لترتيب الأوراق، في ظروف تحاور ونقاش متكافئة.
ليس أمام النصراويين أي حجة في أن يتجاوزوا الأفكار التي خيمت عليهم، وأن يبددوا الشكوك التي تسللت إلى معسكرهم، منذ الخروج من دوري أبطال آسيا وخسارة جولتي الدوري، فقد برهن اللاعبون أمام الأهلي أن ما حدث كان عارضًا ومن الصعب تكراره، ليس القصد الخسارة إنما التفريط والاختلاف، فإمكانات الفريق يصعب تجاهل قدرتها على حمله في أصعب الأوقات وأسوأ الظروف، وما يتبقى لزامًا هو مراجعة السيناريوهات الماضية، لمعالجة قصورها وتصحيح أخطائها.