كورونا بين التأجيل والاستهتار
أطلَّ فيروس كورونا مجددًا بين لاعبي الأندية السعودية وفي أكثر من نادٍ، إلا أن فريق النصر كان الأكثر تضررًا منه بإصابة العديد من لاعبيه ومدربه وبعض أفراد الأجهزة الإدارية والطبية، في حالة تشابه إلى حد ما تعرض له الهلال في البطولة الآسيوية الأخيرة، التي استبعد منها بسبب تفشي الفيروس بين أفراده وعدم قدرة الفريق على إكمال الحد الأدنى من نصاب اللاعبين في المباراة الواحدة.
وعاد الجدل الإعلامي والجماهيري من جديد في تشابه تام بين البطولة الآسيوية والبطولة المحلية، وإن غير أطراف الجدل والصراع مواقعهم، فمن كان يطالب الاتحاد الآسيوي بالتأجيل للهلال وضرورة مراعاة ظروفه وتفشي الفيروس بين صفوفه أصبح نصيرًا لتطبيق اللوائح المعلنة من اتحاد القدم والخاصة بكورونا، التي ترفض فكرة التأجيل، بينما أصبح المحامون السعوديون من جماهير وإعلام عن الاتحاد الآسيوي، والذين مجدوه ودافعوا عن قراره، باعتبار الهلال منسحبًا من البطولة، ها هم يعودون لمهاجمة الاتحاد المحلي ورئيسه ويطالبون بضرورة تأجيل الدوري حتى لا يتفشى الفيروس بين لاعبي الأندية.
كل ما سبق قراءة في المشهد الرياضي حاليًا وما يحدث جماهيريًّا وإعلاميًّا، ولست هنا لأبين وجهة نظري في التأجيل من عدمه، فالأمر سيان لدي ولكني لم أجد من ينشد الصالح العام فعليًّا للحد من انتشار الفيروس، فكل يغني على ليلاه، وأين تكون مصلحة ناديه، لم أجد رأيًا يطالب اتحاد القدم بالإعلان عن لائحة جديدة للحد من اللامبالاة وعدم التقيد بالاحترازات بين منسوبي الأندية لاعبين وأجهزة فنية وإدارية، فبينما بح صوت وزارة الصحة وتقطعت أنفاسها وهي تحذر حتى من المصافحة نجد حالات العناق تتكرر بين اللاعبين والإداريين والمدربين والأفراح العارمة والجماعية دون وعي ولا اهتمام، وكأن التأجيل أو إيقاف المسابقة هو الحل الوحيد لمنع تفشي الفيروس، وبعدها نعود مجددًا لحالة الاستهتار وعدم الأخذ بالنصائح الطبية والاحترازية وفي نفس الموضوع، ولكي لا نحمل اتحاد القدم كل المسؤولية لزيادة الوعي وضرورة تطبيق الاحترازات حتى لو عبر لائحة عقوبات جديدة تردع المستهترين هل رأينا ناديًا ولو واحدًا استقطب طبيبًا في الأمراض المعدية أو من أهل الاختصاص لتوعية اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية التي توجد في الملعب بالإجراءات الصحيحة، للتقليل من فرص انتقال العدوى لا قدر الله بالتأكيد لا.
بدلاً من الحديث عن التأجيل أو عدم التأجيل ليتنا نسهم إعلامًا وجماهير في زيادة الوعي لدى الجميع، لتجنب انتقال الفيروس قدر المستطاع، وليتنا نقدم الحلول الدائمة والصحيحة للمسؤولين في رياضتنا.