2020-11-19 | 02:08 مقالات

حوار جعلنا في الصورة

مشاركة الخبر      

حتى تكون الرياضة ممارسة ومشاهدة، وأسلوب حياة وعائدًا اقتصاديًا، كان وزير الرياضة عبدالعزيز بن تركي الفيصل يتكلم ويشرح ويوضح، ويصحح ويكشف ويواجه، ليضعنا بصفتنا إعلامًا ومجتمعًا رياضيًا في الصورة، في حوار تلفزيوني عميق مع عبدالله المديفر، يمكن إعادته مرات لاستخلاص بعض المعلومات والأخبار والأفكار، وقراءة وتحليل ما ورد فيه لأهميته، وتماسه مع هواجس التنمية الرياضية الممتدة إلى آفاق أوسع، والمختلفة عن مرحلة محصورة في نطاق التنافس والصراعات، غير المضبوطة بأهداف وطنية كبرى تخدم مجتمعنا واقتصادانا، وتقف بنا في مصاف الدول المتقدمة رياضيًا.
كان الأمير عبدالعزيز يتحدث بثقة متناهية عن نقل حجر الرياضة إلى لوحة المستقبل، بخطوات معرفة ومزمنة. طرح الخصخصة على أنها وسيلة لتحقيق النفع، وليست غاية، بسط فهم المعقد في العمل الرياضي، بمقارنات ومقاربات يمكن أن يرتكز عليها، من يريد أن يفهم لماذا هذا واقعنا الرياضي، وكيف له ومتى يتغير إلى الأفضل، وأهمية قيام كل طرف بدوره حتى يمكن وضع العربة على السكة الطويلة، التي لا مفر من الاستعداد لرحلتها بدفع من مفاهيم ومتطلبات الرؤية السعودية، وكيف أن الرياضة محظوظة بقرب عرابها، محمد بن سلمان منها إجمالًا وتفصيلًا.
ما فهمته من حوار الأمير أن الرياضة السعودية ستتحول 180 درجة، خلال عقد أو أكثر لتصبح في صورة مغايرة لما كانت وما زالت عليه، وما عرفته أنه سيصبح عدد الأندية أكثر من 3000 بدلًا من 170، وأن لدينا 90 ألف لاعب بين هاوٍ ومحترف مسجلين في اللجنة الأولمبية بينما المستهدف الوصول إلى أكثر من مليون، وفي ممارسة الرياضة للعموم المخطط له أن نصل إلى 40 % على مستوى سكان البلاد، وفي زيادة الناتج المحلي لم يصل الاقتصاد الرياضي إلى أكثر من 20 % من النموذج المستهدف، وهذه كافية عند تحقيقها لتغيير وجه الرياضة، وقطف ثمارها في الصحة وجودة الحياة والاقتصاد، إضافة إلى احتلال مراتب عدة متقدمة، في الإنجازات والتصنيف الرياضي الأولمبي.
بمثل هذا التغيير في مضامين الرياضة، ستتغير مخرجاتها، وسيتغير وعي جمهورها، وبالتالي سيحتاج الإعلام إلى تغيير هويته، ولن يبقى في إدارة شؤونها إلا المتخصص المحترف. سيبقى الحماس والشغف والصخب، لكن ستفرز هذه الحالة النافع من المستنقع.