أيضا
هزمهم زكري
كل ما يفعله ويقوله نور الدين زكري ليس إلا روحه وشخصه وفكره، لكن بعض الإعلاميين والجمهور، إنما يضمرون له السوء لأمور بعضها تافه، وأخرى أقل من أن تستحق استعداءه، وأسوأها تلك التي يخالطها الترهيب، أما أسباب هذا كله فهو زكري نفسه؟
المسألة بدأت عندما تلاسن مع مدرب النصر فيتوريا من على مقاعد البدلاء، وما ترتب على ذلك من طرح إعلامي نحى باللائمة على زكري، واستحث لجنة الانضباط لمعاقبته، ثم ظهوره من مدرجات “المحالة” في مباراة الهلال وأبها التي تم توظيفها للنيل منه، بحجة فاقدة العقل والمنطق، حيث اعتبر حضوره من أجل دعم الهلال، وتم فبركة صورة له يرتدي شال الهلال؟!
الأمر في الأصل بدأ حين ظهر رئيس نادي ضمك صالح أبو نخاع، تلفزيونيًّا بعد مواجهة ضمك والهلال وأشاد بالأخير، وبرر خسارته أمامه بأنها طبيعية لفارق المستوى والإمكانيات، حينها تم التهكم عليه والسخرية من طرحه، وقال بعض ضيوف أحد البرامج إن ما يقوله أبو نخاع في وصف الهلال، أكثر مما يمكن أن يكون على لسان شرفي هلالي.
هذا أسس لفكرة اصطياد الرئيس والمدرب عند كل شاردة وواردة، بغرض التأكيد على أنهما لا يعملان لصالح النادي أكثر من غيره، وأنهما يهويان به لمصاف دوري الأولى لا محالة، وعلى الرغم من أنهما خيبا هذه الظنون، إلا أنهما ظلا في مرمى النيران، وعلى الأخص زكري الذي تم وضعه على قائمة المتابعة من أجل التقاط كلمة هنا، أو توصيف هناك، لجعله محور تهكم أو اتهام.
زكري شخصية صلبة، وله أسلوبه في الطرح بشجاعة وتجرد وثقة في النفس، لكن بعضهم يريده غير ذلك، وقد ساهم ترافق فصاحته اللغوية مع صرامته في التعبير عن آرائه بجزالة بأذى نفسي لمناوئيه، وزاد من الضغينة وكأنهم يرون أن حرية الرأي والتعبير أو حتى الخروج عن النص حكر عليهم، وطالبوا إدارة ناديه بمنعه من الإدلاء بأي حديث إعلامي، وبعضهم طلب مقاطعة التعليق على تصاريحه، بحجة ألا يأخذ هو أو أفكاره أكثر مما تستحق..
والسؤال: ما مدى صدق الإعلام والجمهور في حرصهم، على أن تظل المنافسة الرياضية خالية من الإساءات والتجاوزات، وأن تكون أقرب إلى الشريفة النظيفة، وما الذي يمكن أن يكون فعله المدرب القدير زكري، مقابل ما فعله من نصبوا أنفسهم حراسًا لها؟