El Clasico
معروفٌ أن الكلاسيكو الأشهر في العالم ذاك الذي يجمع ريال مدريد وبرشلونة، لقوته وشهرته بين أهل الأرض جميعًا، لذا سُمِّي بـ “كلاسيكو الأرض”.
لكن هذا لا يعني أنه الوحيد، فهناك الكلاسيكو الإيطالي بين يوفنتوس وميلان، والإنجليزي بين ليفربول ومان يونايتد، واللاتيني/ الأرجنتيني بين بوكا وريفر بليت، أقوى كلاسيكو في العالم، والفرنسي بين باريس ومارسيليا، والألماني بين بايرن وبوروسيا دورتموند، وعربيًّا “مصريًّا” على الرغم من شهرة الأهلي والزمالك، إلا أن كلاسيكو الكرة السعودية الذي يجمع الهلال والاتحاد الأقوى والأشهر والأشرس عربيًّا، ويُعدُّ الكلاسيكو الحقيقي للكرة السعودية، وما عداه “تقليد”. الأسباب كثيرة وتتعدَّد، لعل من أهمها شهرة، وشعبية الفريقين الجارفة التي تتخطى حدود الوطن لخارجه، إقليميًّا وقاريًّا وعالميًّا، وكوكبة النجوم المحلية في صفوفهما، مثل سالم والفرج وفهد المولد والقرني، والأجنبية، مثل جوميز وجيوفينكو وكاريلو وحجازي وبرونو هنريك ورومارينيو. الاتحاد والهلال هما “عافية الكرة السعودية” ونكهتها وقوتها، ومهما اختلفت/ تعدَّدت الفوارق الفنية بينهما، يبقى للإثارة والقوة والحماس موقعها في مباريات طرفاها هلال واتحاد، والتوقُّع صعب لقمة صعبة. الاتحاد مع كاريلي بدأ بالانتعاش هجوميًّا على الرغم من أسلوبه الدفاعي، لكن هل الاتحاديون راضون عن كاريلي؟! الهلال يعيش أجواءً مستقرة مع الروماني رازفان لوشيسكو، أفضل مدرب في رومانيا بالتقاسم مع كوزمين أولاريو، المدرب السابق للزعيم والمدرب الحالي في الصين. لكن، ما سر توفيق الهلال مع مدربيه؟ أم أن المدربين هم المحظوظون بتدريب فريق مثل الهلال، تتوافر/تتكامل فيه كل عوامل النجاح وتحقيق البطولات؟ كاريلي مدرب صاحب فكر أكاديمي، أمسك بزمام تدريب الاتحاد بعد فترة صعبة فنيًّا/ إداريًّا، وهو مجتهد، ويجتهد للآن، كما أن له نظرةً ثاقبة باختيار اللاعبين، فهو الذي أحضر البرازيلي أنسيلمو إلى الوحدة عندما درَّبه سابقًا، وأحضر للاتحاد برونو هنريكي، لاعب منتخب البرازيل. الهلال المتصدر، والاتحاد الخامس، لكن هل نستطيع الجزم بفوز هذا أو ذاك؟ التوقُّع أصعب ما يكون، وإن توقَّعت، فسأتوقَّع معركة بين دفاع الاتحاد بقيادة الدولي المصري أحمد حجازي وزملائه، وهجوم الهلال بجوميز وجيوفينكو وسالم، لكن هذا لا يعني أن الاتحاد بلا أسلحة هجومية. الأفضل هو الهلال من كافة النواحي بوصفه فريقًا ومدربًا وعناصرَ، هم الأفضل محليًّا وبشهادة الجميع، الاتحاد وغيره من الفرق، حتى الهلال يصعب أن تتوقَّع ما سيقدم أمام فريق كبير، لكنَّ الخوف دائمًا على هؤلاء وغيرهم من الكبار أمام الفرق الأقل مستوى/ إمكانات. بالتوفيق للهلال والاتحاد في الكلاسيكو الأقوى والأشهر والأشرس “عربيًّا”، وحقًّا مشتاقون لمباريات يكون طرفاها “هلال واتحاد”، فالمتعة والإثارة فيها لا تنتهي.