نصف شجاع
نصف مستقل
لم يسأل أحدٌ عن رد محكمة “كاس”، ولا على الشكوى ضد قرار الانضباط والاستئناف الآسيوي، ولا إذا كان النادي تقدم فعلًا بالشكوى التي أعلن أنه سيتقدم بها! ولم يسأل أحدٌ عن عدد الأصوات التي حصل عليها ملفنا لاستضافة الأسياد 2030؟
ولا أين الأندية التي ادَّعت أنها ستستقدم حكامًا أجانب لمبارياتها! ولا نوع التراضي الذي قيل عند إنهاء تعاقدات اللاعبين والمدربين الأجانب، وإذا ما كان تراضيًا بمقابلٍ كامل شرطَ الإنهاء، أم بجزء منه، أو أنها قنابل موقوتة، يمكن أن تنفجر قضاياها يومًا ما! ولم تتم استعادة أقوال القانونيين الذين يُفتون في كل قضية، وإذا ما أصابوا أم “خابوا”؟
نحن في الإعلام نضع محاور نقاشنا بعناية فائقة بحيث لا تمس جوهر أي قضية. نأخذ حسابًا لغضب المسؤول، والجمهور والميول، وعدم التورط في تهم الانحياز، أو وضعنا في قائمة الممنوعين من الظهور، أو أن نكون في مرمى نيران وبذاءة شبيحة الأندية والنجوم. كل ذلك يمكن تفهُّمه، لكن على ألَّا يكون على حساب إظهار الجرأة في غير محلها. ألَّا تكون نصف شجاع، ونصف مستقل، ونصف أمين.
في الرياضة، وما يدور فيها وحولها، يفترض أن يكون الأمر أقل من أن يحتاج إلى أن تسل سيفك لتدافع، أو تحارب. الكتابة بحرارة، أو الحديث بمرارة لا يجعل الرأي مجردًا من العاطفة، ولا خاليًا من الانحياز، أو الاستعداء، ولا يمكن أن يكون بريئًا.
ماذا يعني أن تركز على خطأ تقابله بالصمت في مرة أخرى، أو أن تتبنى قضية لا تكون ضمن اهتماماتك إن حدثت على الجانب الثاني، ولماذا تعتقد أنه مطلوبٌ منك أن تتحدث عن كل شيء في الإدارة والاستثمار، وخطط وطرق اللعب، والمهارة، وعشب الملعب، وغرف تبديل الملابس، وإصابات الملاعب، ووجبات الأسر المنتجة خلف أسوار الملعب.
نتورط في إعداد “بليد”، يجعلك خبيرًا في الكريكت، وسباق الهجن، والتسويق، والقانون الرياضي، فتُسبك له عبارات الإنشاء لتمرير حاجته لمحور طُلب منه، أو فُرض عليه دون أن يعلم أنه كان يمكن له أن يخدم هذه الرياضات، أو غيرها لو اجتهد وبحث وصنع التقارير اللازمة، واختار المتخصِّص ليس بوصفه ضيفَ طوارئ، لكن في إطار سياسته التحريرية، لا على قاعدة محاصصةٍ واتقاء حرجٍ.
هل ذلك ينطبق على جميعنا “نعم”، وهل يمكن إصلاحه “نعم” وبسهولة إن تخلصنا من أصحاب المصالح.