تراجع جماعي
موسم معقد على مستوى كرة القدم في العالم، عقود ممدة وأجور مخفضة، ومستويات فنية متراجعة، ومعدل نقطي ناقص في جداول الترتيب، وإيرادات عقود رعاية وإعلانات وتذاكر بلا رصيد، وانطلاقة منافسات دون تحضير، كل شيء يدعو لفهم أسباب لماذا يصعب على الأندية أن تلعب بمستوياتها المعروفة، وكيف تنهار في بعضها، ولماذا لا يستقر مؤشر الأداء والنتائج؟
مع أن الكل في العالم يعرف أن جائحة كورونا هي من تسبب في ذلك، ومع أن هناك من الجمهور والمحللين والنقاد، من يلتفون على الحقيقة بالبحث عن أمور أخرى سواء، فنية تتعلق بالمدربين أو عناصرية في الفرق أو التحكيم، إلا أن هناك ما يسندهم أحيانًا، خاصة فيما يتعلق بالأخطاء التحكيمية على اعتبار أن لا مبرر لها لعدم علاقة الحكام بكثير من الأسباب التي ذكرناها، ومع ذلك فإنه يجب قراءة ما يجري بشكل أعمق، يتجاوز الملاحظات الانطباعية، إلى جذر الخلل.
في دورينا بين الهلال المتصدر “26 نقطة” والعاشر النصر “17 نقطة” تسع نقاط، وإذا أخذنا الهلال والنصر كمثال فلأنهما أنهيا الدوري الماضي، بفارق ثماني نقط لصالح الهلال، وقبل الماضي بفارق نقطة لصالح النصر، وهذا الموسم من المرشح ألا يكسر البطل الرقمين السابقين للنصر “70 نقطة” والهلال “72 نقطة”، من خلال المعدل النقطي المتحقق على بعد جولتين من انقضاء القسم الأول من الدوري، ومن المستبعد في نهايته، ألا يزيد عن الثلاثين نقطة فما دون.
النصر في الدور الأول من الموسم الماضي حقق أعلى انتصارات “10”، وخسر “2” وله “ 24 هدفًا” وعليه “6 أهداف”، وتصدر بـ”33 نقطة”، وقبل جولتين من الدور الأول الموسم الحالي، خسر 6 مباريات وله 19 هدفًا وعليه 18 وترتيبه العاشر، الهلال المتصدر حاليًا، لن يصل لـ 33 نقطة، ولن يتجاوز عدد انتصارات النصر، واهتزت شباكه 8 مرات، لكن قد يحافظ على أفضلية عدد مرات الخسارة الأقل، وما له من أهداف، وهي ليست المقارنة الرقمية الوحيدة التي تظهر تراجع المستويات، والنتائج عن الموسم الماضي، حيث يمكن أن تكتشف بالملاحظة والتتبع.
يمكن أن نخدم الدوري بزيادة الإثارة والضجيج المفتعل، لكن لن نساهم في إصلاح الأخطاء ونحن لا نهتم بسلامة التشخيص..