استراتيجية الدعم.. عكس السير
سأدخل مباشرة إلى ما يمكن أن يوسع من انتشار وتطوير الألعاب الرياضية غير لعبة كرة القدم، وهو توفر المنشآت الخاصة لكل لعبة، ادخل لمقر نادي فئة “أ” ستجد طابور انتظار لبدء تدريبات الألعاب الجماعية، وطابورًا مماثلاً لفرق كل لعبة، وألعابًا ليس لها مكان مخصص للتدريب يتوافق مع طبيعة اللعبة.
هذا ينطبق على الصالات الرياضية الخاصة بوزارة الرياضة التي تقام عليها المباريات الرسمية، “مثال”، لا يمكن استخدام البساط الخاص بلعبة الكرة الطائرة، لأن الصالة ستقام عليها في نفس اليوم أو بعده بيوم, مباراة لكرة السلة أو اليد؟1
اللاعبون في فرق كرة اليد والسلة والطائرة وهم يلعبون على أرضية واحدة، عليهم حفظ كل أشكال الخطوط المستقيمة والدائرية والمستطيلة الخاصة بكل لعبة، وهذا ينطبق على الحكام والمتفرجين من داخل الصالة أو من خلف الشاشات، مضامير ألعاب القوى في الأندية ابتلعتها ملاعب كرة القدم، نشأت عداوة غريبة بين الجمهور والمضمار المحيط بأرضية الملعب من أجل مشاهدة أفضل ومتعة أكثر لكرة القدم، ألعاب القتال لجأت إلى زوايا النادي أو المسرح، وطاولات التنس ومعداتها دخلت في جدول الترفيه أو عهد المستودعات، الأمر ينطبق على رفع الأثقال والجمباز وغيرهما.
استراتيجية دعم الأندية التي أطلقتها وزارة الرياضة فيما يخص “أحياء الألعاب المختلفة”، فكرة عظيمة، لكن ماذا لو بدأت في الأصل بالصرف على تأمين منشآت هذه الألعاب في الأندية، وإنشاء قاعات للمباريات خاصة لكل لعبة يشترك فيها عدد من الألعاب مع ضمان توفر متطلبات كل لعبة، أنا لا أتحدث عن المستقبل الذي سيشهد الكثير من المنشآت العالمية التي ستحتضن الكثير من الأحداث القارية والعالمية، حديثي أبسط من ذلك عن قاعات تدريب متعددة في الأندية، وأخرى عامة للمنافسات المحلية بمواصفات إنشائية وتقنية، تقتطع من ميزانية استراتيجية الدعم.
إن دفع الأندية للبحث عما يوصلها إلى اللعب مع “نظام النقاط” لكسبه، قد حقق شكل الفكرة لا ما تتضمنه وتهدف إليه، وإذا كانت لا تلام لأن الإغراء كان كبيرًا، فإن واجب الوزارة دراسة وتحليل ذلك لسد الثغرات وإصلاح الخلل، ومع هذا فإنه لا يمكن من نشر هذه الألعاب وتوسيع قاعدتها وتطويرها قبل أن يتم تجهيز الأرضية والبيئة أولا.. فالحصان لا يكون خلف العربة..