عن سقراط
أنه قال: (1)
البرازيلي سقراط حكيم الكرة، لا سقراط اليونان أبو الفلاسفة، يرى أن كرة القدم أصابها الفشل بعد مونديال 1982م، والذي خسرته البرازيل التي تمثل الخيال والبهجة، أمام إيطاليا التي كانت تمثل الحذر والكفاءة، بحسب تعبير سقراط، أما سبب ذلك فهو يحيله إلى فشل أولئك الذين يديرون اللعبة في التكيف مع التقدم الرياضي الضخم للاعبين.
يضيف “اللاعب حاليًا يركض 10 كم في المباراة الواحدة، ووقت ذاك كانت المسافة التي يقطعها 4 كم، ما يعني أنه كان على من يديرون اللعبة التنبه إلى أن مساحة الملعب ضاقت بشكل كبير”، ما دعا سقراط في أطروحة كتبها بجامعة ساو باولو للقول “ ونظرًا لهذا التغيرات فإنه على المباراة أن تقام بعدد تسعة لاعبين فقط، فهذا من شأنه أن يبعث من جديد تلك الروح التي من المفروض أن تخيّم على اللعبة، وحجة سقراط في ذلك “ حتى لا يخنق الإبداع لأن لا أحد لديه سيطرة طويلة على الكرة”.
الراحل سقراط يوصف بأنه أحد منظري المنتخب البرازيلي، ولعب له 60 مباراة دولية ينتمي إلى مدرسة الإمتاع الكروي على حساب الإنجاز، من ذلك لم يحتمل البقاء في فيورنتينا الإيطالي 1984م، وفي حديثه الصحفي الذي أجرته الجارديان البريطانية “2002م” وما زلت أنقل عنها، أن الصحفي الذي كان سقراط أحد أبطاله انتهي به الأمر إلى نسف القول القديم “يجب عليك ألا تلتقي بأبطالك أبدًا “ حيث وجد سقراط مسالمًا ودودًا، وكريمًا مع وقته بحسب وصفه.
اليوم ازداد معدل المسافات المقطوعة للاعبي كرة القدم إلى 12.5 كم للعب وسط الميدان الهجومي، ولم يعد في الملعب مساحات كافية للاستعراض المهاري، أو تتيح الاختراقات الطولية والانفرادات الكثيرة بحراس المرمى، وأصبح التدريب على كيفية التدرج بالكرة، والخروج بها من ملعبك إلى ملعب المنافس، الشغل الشاغل للمدربين.
جماليات اللعب تغيرت وهذا لا يعني أنها انتهت، والمتعة أصبح لها معايير مختلفة، واللاعب الفذ شروطه اختلفت، خذ مثلًا “تكي تاكا” برشلونة أو مدرسة غوار ديلا وفلسفة ميسي وأسلوب كريستيانو، وقارنها بما كان في السبعينيات والثمانينيات التي يرى سقراط أنها آخر عهود المتعة، ستجد أن المسألة حنين للماضي والعشب الأخضر الذي جف وعجزت زجاجات البيرة التي أثقل في شربها “كما ذكر الصحفي” أن تبلله في ذاكرته، ومع ذلك سقراط على حق ...... يتبع.