عن سقراط
أنه قال: (2)
فشل كرة القدم بعد مونديال 1982م كما يصف ذلك سقراط البرازيل، سببه أن الكرة الواقعية الذكية، هزمت المزاجية والخيلاء، وهو يشير في ذلك إلى ما قدمه المنتخب الإيطالي في النهائي، حيت لا يعتبره كافيًا لأن تصبح في النهاية بطل العالم، بينما البرازيل بسحر فنونها ومتعة عروضها تتوارى خلفها، هذا يمكن أن يكون مقنعًا لو أن المباريات تلعب دون مرميين وشباك.
إلا أن ما قاله حول ما يجب أن تتخذه إمبراطورية كرة القدم في العالم، من تغييرات فيما يتماهى مع ما أصبحت عليه كرة القدم بعد ثلاثة عقود من ذلك العهد يستحق النقاش، فهو يرى أن التكيف مع التقدم الرياضي الضخم فيما يخص اللاعب، كان يستحق من” فيفا” وغيرها التفكير ما إذا كان بقاء قوانين اللعبة على حالها، أم يمكن إدخال بعض التعديلات عليها؟
رحل سقراط منذ عقد دون أن يلقى نداءه الاهتمام الذي يستحقه، مع أن اللعبة لم تولد كما هي عليه الآن، بل تنامت قوانينها وجرت عليها تعديلات بدءًا من منع مهاجمة حارس المرمى والسماح له بأن يلتقط الكرة من أي نقطة في الملعب، إلى قوانين وتعليمات التحكيم التي لا تستقر على حال، لكن سقراط كان يريد شيئًا غير ذلك، ربما لم يلقَ ما قاله قبولاً لأسباب لا علاقة لها بتقاليد اللعبة.
يرى سقراط أن منح المبدعين المهرة فرصة عرض سحرهم، يحتاج إلى مساحة كافية على أرض الملعب، ولأن تطور اللاعب بدنيًّا ولياقيًّا عمل على تضييق المساحة، فإن تسعة لاعبين لكل فريق يمكن له أن يعيد للكرة أهلها الأصليين “الحريفة”، وبالتالي إعادة المتعة والإثارة والتمايز الإبداعي بين الممارسين الذين يرى أنهم فقدوا، لكن وإن كان ما قاله في عمومه معقولاً، إلا أن منطق التطور لا يقف إلى جانبه.
الكثير منا يربطون لعبة كرة القدم بأساطيرها، ومن ذلك قياس الأداء الذي يحقق المتعة لا يتعدى أن يكون قريبًا أو مشابهًا لما كانوا عليه، لكن إن كانت متعة ذلك الزمن فليس بالضرورة أن تكون لكل الأزمان، صحيح أنه يجب ألا نحرم منها في عصر صناعة كرة القدم وتقنيات عين الصقر والجي بي إس، وتقنية الفيديو المساعد للحكم وما يدخل علميًّا في التحضير البدني، والمعدات والأدوات والملابس، لكن لا يمنع تمتعنا ولو بصيغ أخرى.. يتبع.