المقارنة على مقياس الجولة 22
بعد الجولة الـ 22 من دوري الموسم الماضي، كان الهلال متصدرًا بـ 51 نقطة، والنصر ثانيًا بـ 45 نقطة، والوحدة ثالثًا بـ 39 نقطة، والأهلي رابعًا بـ 37 نقطة، وبالنظر إلى ترتيب الجدول بعد نفس الجولة هذا الموسم، حدث تغيير في أسماء الأندية وعدد النقاط وترتيب المراكز، فهل لذلك أي دلالات فنية، أو عوامل أخرى؟
أبرز التغيرات كانت في تقدم الشباب من الثامن في ترتيب الموسم الماضي إلى صدارة الترتيب، بزيادة 14 نقطة بـ 13 فوزًا بدلاً من 9 وخسارة 3 مباريات، وكانت 9 خسائر حتى الآن. يأتي بعد ذلك في أبرز المتغيرات تراجع النصر من الثاني بـ 45 نقطة إلى السابع بـ 30 نقطة، أي أنه خسر 15 نقطة قياسًا بنفس الجولة من الموسم الماضي، وتراجع خمسة مراكز.
ثالث الأندية التي حدث لها تغيير كبير هذا الموسم قياسًا على الجولة الـ 22 في الموسمين، الوحدة من الترتيب الثالث بـ 39 نقطة إلى الثاني عشر بـ 27 نقطة، بينما عكسه إيجابيًّا قفز الاتحاد من الـ 14 إلى الترتيب الثالث وبزيادة في الرصيد النقطي بـ 15 نقطة وأحد عشر مركزًا، بينما تمسك الفتح بترتيبه الـ 14 رغم إضافته لست نقاط، وسقط الرائد إلى الـ 13 بأقل من سبع نقاط وسبعة مراكز.
عوامل التغير الفنية لا تنقطع عن الإدارة والمال، والإدارة خبرة وفكر، والمال قدرة على جلب الأفضل ومواجهة الأزمات، وفي ذلك كله تتهيأ ظروف الاستقرار وبالتالي تكوين البيئة المناسبة للعمل على تحقيق الأهداف، ويمكن اعتبار نادي الشباب هذا الموسم أحد النماذج التي يجوز القياس عليها، ولمعرفة ذلك أكثر لابد من تتبع الخطوات التي سارت عليها الإدارة الشبابية، ونظيراتها من إدارات الأندية التي تبدل حالها إلى الأسوأ، لاستخلاص الأسباب.
صحيح أن الجميع متفق على أن هذا الموسم يعاني في أصله من أن الفرصة لم تتح للتحضير المثالي، بدنيًّا وفنيًّا، وبالتالي نفسيًّا بأسباب استمرار جائحة كورونا، وما يترتب عليها من احترازات وتعرض للإصابة بالفيروس، لكن هذا لا يعفي الأندية التي كان أسباب تراجعها عجزها عن إدارة شؤونها في مثل هذه الظروف التي كانت اختبارًا للقدرات والخبرات حتى يظهر الجيد من الرديء.