تشكيلة المنتخب المُختلف عليها دائما
لم تشهد قائمة منتخب في العالم اتفاقًا تامًا على مستوى الفنيين أو الجمهور والإعلام، والسبب أن قائمة الـ 25 لاعبًا في أي بلد أصغر من أن تستوعب كل الأسماء المتميزة، هذا يبدو في البداية سببًا كافيًا للاختلاف، إلا أن أمورًا أخرى تضاف إلى التميز والتفرد اللذين يمكن لهما أن يكونا مبررًا للاختيار.
قائمة المنتخب لا يمكن أن تنال القبول من خلال قراءة الأسماء، فقد تكون للاعبين بارزين ومهمين إلا أن ذلك ليس كل شيء، حيث يحتاج الأمر الإحاطة بأكثر من جانب يعزز الاختيار للاعبين دون غيرهم، وهي مسألة تتعلق بمنهجية الجهاز الفني وما يتوفر من خيارات عناصرية وطبيعة المشاركة.
المنتخب السعودي صاحب التأريخ المتميز، أمامه امتحان يبدأ من قدرة الفرنسي هيرفي رينارد على تسمية قائمة لاعبين باستطاعتهم تمثيل الكرة السعودية بما يعكس سلامة تخطيط اتحاد الكرة من فشلها، فالمنتخبات الوطنية يجب أن ينظر لها دائمًا على أنها مُخرج عمل اتحاد الكرة الذي يتولى شؤونها.
المنتخبات هي تاج المسابقات المحلية، وما يدور في كواليس القائمين عليها من لجان وروابط وأندية وأكاديميات ومراكز، لا يمكن فصل ما تصل إليه المنتخبات الوطنية الفنية والعناصرية والإنجاز، عما تهيأت لكوادرها من بيئة عمل طوال الموسم، ولا يمكن اعتبار المنتخبات منتجات تم تصنيعها بعيدًا عمّا عاشته كوادرها في منافسات الموسم.
ولا يمكن أن نعتقد أن المنتخبات ليست نتاجًا لرؤية اتحاد الكرة، ولا لعمل لجانه ولوائحه وقراراته ولا لكفاءة عمل الأندية واستقرارها ونجاح خططها، ما يحدث في الأندية وفي المسابقات وفي الموسم بكل تفاصيله، حصيلته الأجهزة الفنية والإدارية والعناصر التي تمثل منظومة العمل وما تؤديه هو انعكاس طبيعي لها.
الاختلاف على الأسماء لن نأخذه بالجدية التي يحاول البعض فرضها على المجتمع الرياضي، بقدر ما يجب أن يكون اهتمامنا الأكبر في الحاضنة التي سيتم الاختيار منها، هذا أهم من حيث المبدأ ويبقى التأييد أو الاختلاف أو الرفض مسألة فنية، تحتاج إلى معرفة أسباب الاختيار وهذا لا يمكن القطع به، إلا إذا كنا نعرف الفكرة الفنية التي بني عليها.
عادةً المدرب لا يختار الأفضل دون أن يكون المناسب لمنهجيته وأسلوبه واحتياجات ونوعية المشاركة وجاهزية العنصر عند الاختيار، وتبقى الملاحظات على الأسماء بعد كل ذلك حق للجميع، لكن دون فرض اسم ولا الحرب على غيره.