محمد الوعيل وكفى
في التاسع من إبريل عام 2014 فقدت والدي عند الساعة 10 صباحًا، لم ألحق أن أودّعه رغم أنني وصلت قبلها بسبع ساعات من ألمانيا، كنت مرافقًا له شهرين قبل ذلك في رحلته العلاجية في ألمانيا.
ودّعته الساعة الثالثة صباحًا بعد أن اطمأننت أنه في فراشه وفي بيته، وبعد أن شاهد أبناءه ذهبت في ذلك الوقت لأرى ابني الصغير فيصل في وقتها افتقدته منذ شهرين، لم أستمتع بوجوده حتى جاءني ذلك الاتصال بعد ساعتين من نومي ليخبرني أن أبي ذهب بلا عودة.
أعتقد ولا زلت أجزم أنني لم أتجاوز تلك الصدمة، لم أكن مستعدًا لفراقه، كيف وأنا كنت برفقته 24 ساعة لمدة شهرين قبل ذلك وحدنا في الغربة، كان هو أنيسي وكنت أرى أنني أنيسه.
بعدها بعام التقيت بمحمد الوعيل، أكتبه بلا مقدمات لأنني لم أكن أعرفه قبل ذلك، كنت مغرمًا ومستمعًا جيدًا لأخباره، يحكي لي سعد المهدي، الغني عن أن أعرف به ورئيس تحرير صحيفة “الرياضية” قبل أن أتشرف بجلوسي في المكان نفسه، وعبد الرحمن الجماز نائبه وصديقي نايل الحربي، جميعهم يحكون عن ذلك الرجل، رافقوه ورأسهم قبل ذلك، لكنهم كانوا يحكون لي عن فقدانهم لأبيهم وصاحبهم وأخيهم، كنت في ذلك الوقت أعتقد أنهم يبالغون! فمن هو ذلك الشخص الذي يستطيع أن يترك أثرًا في نفوس هؤلاء في سنين قليلة تتلمذوا على يديه.
حتى جاء ذلك الوقت وذهبت لاجتماع في تونس برفقة الأخ عبد الله الجحلان ومحمد الوعيل لتمثيل السعودية في انتخابات الاتحاد العربي للصحافة، كانت 5 أيام كنت أستيقظ صباحًا برفقة محمد الوعيل وأودعه مساءً قبل النوم، لم نتفرق لحظة كما أعتقد، في وقتها وجدت المعلم والأب الذي افتقدته، وجدت أستاذًا وتاريخًا ومهذبًا.
كنت أرى رسائله بعد ذلك من خلال ابنه مشعل الأستاذ في جامعة الملك سعود، وقبلها في جامعة محمد الوعيل، لأنني قلتها له في رحلة تونس بعد أن عرفته، قلت له الآن عرفت لماذا ابنك مشعل يبهرني بتربيته أولًا قبل مكانته العلمية والصحافية.
مضطر لأن أختصر، لكن هو ذلك محمد الوعيل والدي الذي افتقدته بعد والدي، ذلك هو الإنسان والنقي والصادق والطاهر الذي لن تستطيع أن تجالسه ساعة حتى تحبه.
وداعًا لأبي الذي فقدته في 2014، ووداعًا لصديقي وأخي ومن رأيته قبل ذلك أبي محمد الوعيل في 2021، سبعة أعوام أراها من اليتم والفقد لآبائي، لرحمة الرحمن أودعك كما ودعت أبي يا محمد الوعيل بلا تعريف لأنك أكبر من ذلك.