معنى أن تكون الرياضة صناعة
ينظر بعضهم إلى أن منتخب أي بلد هو ناتج الشعبية التي تحظى بها اللعبة والتطور الذي وصلت إليه الرياضة، وقيمة المواهب وكفاءة الكوادر التي تقف على الإدارة والتنظيم والإشراف وسجل الإنجازات، بينما ينظر آخرون إلى ما إذا تحولت الرياضة إلى صناعة، وبالتالي قياس درجة النجاح على استراتيجيات العمل وأدواته، ونسبة تحقق الأهداف.
في عصر الهواية تتحقق بعض أمور يمكن لها أن تضاف إلى أخرى في الاحتراف، بمعنى أن الاحتراف لا يطمس إيجابيات الهواية بل يبقيها من ضمن احتياجاته مع ضبطها وحمايتها، وإذا كان لعصر الهواية من فضل على الرياضة فإن فضل الرياضة أكثر على الاحتراف، بعد أن حولت المتحلقين على ميدان اللعبة إلى مستثمرين، وبالتالي مصانع وعمال، وعقار وشركات وموظفين ومستهلكين.
تحول الرياضة إلى صناعة كلمة جافة تأخذ الشغوفين بالألعاب الرياضية بعيدًا عما تعنيه، تطعن في مبادئ وقيم الرياضة وتفسد روح التنافس الشريف وتضرب الموهبة والإبداع في مقتل، لكن وفيما أظن على الأقل أن المقصود بها غير ذلك، بمعنى أنه لا يقصد بها الرياضي، بقدر ما يمكن أن ينتج عن الرياضي والرياضة من محفزات وفرص لخلق صناعة تعتمد في استهلاكها وتسويقها وانتشارها على اللعبة واللاعب، في أدواتها ومستلزماتها ومنتجاتها وتنظيم البطولات وما ينشأ عنها من بناء ملاعب وتدفق أموال.. إلى آخره.
الصين تصل إلى أبعد من ذلك، حيث تستهدف وصول قيمة صناعة كرة القدم وحدها في الصين إلى 480 مليار دولار بحلول 2025م، وفي دبي بحسب دراسة لشركة ديلويت فقد تعدت قيمة مساهمة القطاع الرياضي في الاقتصاد 1.7 مليار دولار في العام منها 670 مليون دولار تأتي من الخارج، ومن ذلك يأتي دور المنتخبات كعنوان مهم في متن التعريف بما تصل إليه كل دولة من تطور، وما تحظى به الرياضة من اهتمام يساهم في الرفع من شأن قابلية المنظمات والاتحادات الدولية والقارية في منح خفوق الاستضافة، التي بدورها تشجع المستثمر وتعزز من فرص نجاح مسار الاقتصاد الرياضي.
المنتخبات في كل الألعاب الجماعية والفردية، مسؤولية اللجنة الأولمبية التي تعهد بها للاتحادات المنضوية تحت لوائها، ومسألة شعبية كرة القدم المتفق عليها لا يمكن أن تقبل كعذر، لعدم الالتفاتة الجدية المحوكمة ببرنامج زمني وأهداف تبدأ بالمنشآت والأموال والخبرات، ولا تنتهي عند تحقيق الإنجازات بل استدامتها.