نصف انقلاب
نهايته المشنقة
توالت انسحابات الأندية الإسبانية والإنجليزية والإيطالية الـ12من مشروع دوري السوبر الأوروبي، بعد يومين من موافقتها على فكرة فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد باستحداث دوري سوبر بديلًا عن دوري أبطال أوروبا، وحجته جعل اللعبة أكثر جاذبية في تحدٍ صارخ لـ”يويفا وفيفا” اللذين سارعا إلى تقويض هذه الفكرة، ونجحا في وقت سريع بوسيلتي الترهيب والترغيب.
رئيس يوفنتوس الإيطالي عزا انسحاب ناديه لانسحاب الأندية الإنجليزية الستة، وأضاف أنه من الواضح أنه لا يمكن إقامة هذه البطولة، بينما اعتذر رئيس ليفربول إلى المشجعين ومدرب الفريق لتعجله بالموافقة الذي تسبب في عاصفة من الاعتراضات من المشجعين والمدربين والحكومات.
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون دخل على الخط بالرفض منذ الإعلان عن عزم الأندية الإنجليزية، الانضمام إلى دوري السوبر ورحب بتراجعها واعتبره نتيجة صحيحة لكرة القدم وجماهيرها والأندية والمجتمعات في جميع أنحاء البلاد، موصيًا بمواصلة حماية “رياضتنا الوطنية العزيزة” بحسب وصفه.
وكان بيريز قائد الانقلاب الكروي في أوروبا، قد سعى إلى حماية المنضمين إلى مشروعه في عزم منه على تشجيعهم أكثر على عدم التراجع بأكثر من وسيلة منها إغراؤهم بالمال، وتثويرهم بالشعارات، إلى سعيه للحصول على أمر قضائي، يمنع بشكل مبدئي الفيفا واليويفا من القيام بأي خطوة ضد المشروع خلال فترة نظر الإجراءات القانونية، لكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح.
بيريز لم يحسب الخطوة كما ينبغي أو أنه لم يكن جادًا في مشروعه الذي بات نصف انقلاب، وبالتالي مصيره المشنقة بتهمة الخيانة العظمى لكرة القدم. صحيح أن الحيثيات التي ساق بعضها يشترك معه فيها الكثيرون، لكن دولة كرة القدم العميقة أصعب من أن تسقطها فكرة جيدة يمكن أن تكون عنوان ندوة تلفزيونية أو حديث مقهى.
والسؤال من كان وراء بيريز ودفعه إلى إطلاق المشروع للعلن؟ وما دور جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي “فيفا” في التأسيس للفكرة ودفعها على طاولة بيريز الذي تولى ترويجها؟ هل كانت بالونة اختبار لأمر “ما” أم توطئة لتغيير شامل في قواعد عمل “فيفا” مستقبلًا؟ ولماذا لمع فجأة ضوء دوري سوبر أوروبي خصصت له المليارات تلقفته أكبر الأندية بالموافقة وسرعان ما لفظته وليس فقط رفضته؟
كرة القدم دولة عظيمة شعبها العالم ومساحتها الكرة الأرضية، تحكم فيدراليًا من الاتحاد الدولي “فيفا” عيبها أنها دون برلمان نزيه.