الهلال
بطل من ذهب
أنجز الهلال عملًا صعبًا قد لا يتكرر معه أو مع غيره من أندية الدوري عندما حقق أربعة ألقاب للدوري في خمسة مواسم. وبرصد “آخر” خمسة ألقاب في عشر نسخ، وجمعًا “أوسع” 17 لقبًا في 45 موسمًا، دون أن يغفل خلال هذه السنوات عن حصد ألقاب محلية وخليجية وعربية وآسيوية، ما يجعل هذا النادي أغنى الأندية حصولًا على الذهب.
هذا الموسم كانت معركة الظفر باللقب صعبة ومكلفة، رمت الأندية الـ16 بكل أسلحتها وعدتها وعتادها من أجل تحمل قسوته، وتفادي متاعبه التي تشكلت على أكثر من حالة كان “فيروس كورونا” محوره الأساس، ولم يخل من الأخطاء الإدارية والفنية يضاف لها ما اعتادت عليه كل موسم من أخطاء تحكيمية، وضرر أو ادعاء ضرر مما يصدر عن لجان الانضباط والمسابقات، مما زاد الطين بلة كما يقال.
ورغمًا أن الهلال أصابه ما أصاب غيره، وانعكس ذلك على مستواه وأثر على نتائجه، ومعدلات أرقامه بما سبق من مواسم إلا أنه بعد الجولة الـ 29 حسم اللقب بـ 58 نقطة، وتصدر مهاجمه الفرنسي جوميز صدارة الهدافين بـ 24 هدفًا، وجاء ثانيًا في أقوى هجوم برصيد 57 هدفًا، وأقوى دفاع إذ استقبلت شباكه 26 هدفًا وأكثر الأندية في التمرير بمعدل 522 تمريرة في المباراة الواحدة، والأكثر صناعة للفرص والأكثر خروجًا بشباك نظيفة بعدد 12 مباراة.
خسر الهلال هذا الموسم مدربه الروماني “رازفان” عازف الثلاثية التاريخية “دوري الأبطال، الدوري، الكأس”، في ظروف ملتبسة شابها عدم التبصر، لكن اللاعبين أكملوا مسيرة الدوري الذي تصدروا جل جولاته، وكانت مهمة استعادة الصدارة بعد فقدانها لمصلحة الشباب وبفارق الخمس نقاط هي أهم مراحل التنافس وأبرزها هلاليًا، وأكثر ما أعاد الثقة إلى نفوس جمهوره على عزمه الحفاظ على اللقب وهو ما حدث على أرض الواقع.
الهلال استحق أن يحافظ على لقبه لأسباب عدة من بينها أنه جمع النقاط المطلوبة لإنهاء الجولات الثلاثين متقدمًا عن الذي يليه وهي القاعدة التي تستند إليها مسابقة الدوري، استثمر ترسانة النجوم المحليين والأجانب بطريقة مثالية إذ تناوبوا على حمل الفريق، تعامل مع المطبات الفنية والنتائج السلبية بحكمة وروية، حافظ على الاستقرار النفسي للاعبين وترك لهم تقرير مصير الحفاظ على اللقب، والأهم ساير كل الظروف بسياسة فن الممكن ... التهنئة للهلال والهلاليين واجبة ومستحقة وحظًا أوفر لبقية أندية الدوري.