2021-05-29 | 22:47 مقالات

مساء الحب يا فخر سدير

مشاركة الخبر      

تجاوز الفيصلي خط التماس الفاصل بين الصبر والفرج، فتح في جدار الظلام ثغره “آه ما أقسى الجدار عندما ينهض في وجه الشروق *”.
عنابي سدير وفخره بطلاً طل بطلاوة أداء وتأنٍ لا يدانا إلا بالعقل الراجح، وصبرًا لا يوصف إلا بالحكمة، وإنجازًا لا يتحقق إلا بالطموح الجامح، جمع سنوات عمره في شرف اسمه وحفر في الذاكرة لونه ورسمه، وتحين الفرصة غير متثاقل أو متعجل ليعلن أن له في التاريخ حقًا يسجل في دواوين الأبطال فكان له مكان، يوم أن نال شرف حمل الكأس الذهب ثمن البذل والعطاء والتعب، فمرحى للبطل الجديد الذي له في تاريخ الزمان والمكان والرجال بصمة.
زمن طويل مضى نصف قرن وأكثر والنحت جار كيما الشمس تمد خيط إشراقًا ينير “ربما ننفق كل العمر. كي ننقب ثغرة ليمر النور للأجيال. مره *” مدينة “حرمة” منذ أن نشأت سنة 770 من الهجرة، اختارت لجغرافيتها الجبال والمرتفعات للرصد والمراقبة، والأودية والشعاب للزراعة والعيش الرغيد، ولاسمها تشكيل فريد يتبارى غير أهلها في الفوز بتهجيه “بفتح الحاء وإسكان الراء وفتح الميم فتاء مربوطة”، ولسفيرها اسم “الفيصلي” ولونه العنابي “ربما لو لم يكن هذا الجدار ما عرفنا قيمة الضوء الطليق *”.
النادي الفيصلي أدخلنا “حرمة” ولولاه لضاعت علينا صباحات مشرقة، ولما ضممنا هذه القطعة الحية من جسد البلاد المنتصب هامته، وما ذقنا طعم عنابه، ولولا إبطاؤه في الإنجاز لما عرفنا أن.. “وما السعادة في الدنيا سوى شبح يرجى فإن صار جسمًا مله البشر*”.
هل كان ذلك المساء حلمًا أم مساء مسه جان رقص وغنى في شعيبي “المغيدر” و”العمار” تلبس “تفاريس”، واستنشط بدن “الكسار” فتلاعبت أقدام كتيبة “شاموسكا”، ورقصت أجسادهم ونثرت فنونهم وزرعت الرعب وأمطرت الأهداف، وإذ لم يكن فمن أين لهم هذا الذي شهدناه فنًا وطربًا، وعشناه ملحمة تحملاً وصبرًا، وإذ لم يكن فكيف بنقص العدد في الميدان، مرة ومرتين فلا هان أو استكان.
فيا ترى ماذا بعد ذلك رجال الفيصلي ونجومه، هل تفيض الكأس وتبقى مملوءة، أم يغفل عنها الساقي فتنكفئ وتفرغ أم تستمع إلى.. “، وعظتني نفسي فعلمتني ألا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمة، وأن الأشجار تزهر في الربيع، وتثمر في الصيف ولا مطمع لها بالثناء *”.
* أمل دنقل
* جبران خليل جبران