ضمك.. الدوري ليس مجرد فوز وخسارة

ضمك بطل المناضلين وأيقونة المكافحين، على مدار موسمين غالب الظروف وغلبها، وصمد أمام التحديات والمصاعب فتجاوزها، وقصة بقائه في دوري أندية الدرجة الممتازة للمحترفين تروى وتحفظ في الذاكرة، فكم نادٍ يحتاج لها أن تحفزه وكم نادٍ ستكون حجة عليه، إذا ما أراد أن يهرب من حساب التقصير والفشل.
رافق الموسم الماضي نادي العدالة، وربط اسمه باسمه في قاع الترتيب أكثر من ثلثي جولات الدوري، لكنه ودعه وصعد إلى الترتيب العاشر، وارتبط هذا الموسم مع نادي العين حتى قبل جولات قليلة من نهاية الدوري، محافظين على الترتيب الأخير وما قبل الأخير، لكنه أنهى المشوار في الترتيب الـ11، وباستعراض نتائجه في جولات الموسمين واحدة تلو الأخرى مع معاينة سلم الترتيب، ستجد بعد تحليل المعلومات ما يشبه المعجزة.
المساءلة والمحاسبة لأي عمل تكون عقب الانتهاء منه، حتى يمكن قياس نسبة تحقق أهدافه وإذا ما كانت كافية للنجاح الذي تأتي بعده درجة التقييم والتقدير، هذا يخص المعنيين المباشرين والقائمين على هذا العمل في كل نادٍ، لكن وفي مثل حالات الرياضة التنافسية فإن هناك واجبًا على جهة التنظيم ومرجعية اللعبة، للقيام بتحليل وتشريح شامل لكل ما جرى في المسابقة من جوانبها التنظيمية والإدارية والفنية والعناصرية وغيرها، لاستخلاص بيانات مهمة تساهم في التصحيح وتساعد على التطوير، وتحفظ الأرقام ذات الدلالات أو الأهمية.
من جانب آخر، يتعلق بمقارنات نقطية ذات دلالة لموسمين ماضيين، حصول الهلال بطل الموسم الماضي على 72 نقطة بينما لم يتجاوز 61 نقطة هذا الموسم، ثالث الموسم الماضي الأهلي 50 نقطة والاتحاد ثالث هذا الموسم 56 نقطة، حصول الأندية المتأخرة في الترتيب هذا الموسم على أعلى نقاط من مثلهم الموسم الماضي، “مثال” القادسية هبط هذا الموسم بـ35 نقطة بينما الموسم الماضي بالرصيد ذاته نجت أندية التعاون والاتحاد وضمك.
سيبدأ الموسم المقبل وتصب منذ البداية ترشيحات الهبوط على الأندية الصاعدة الحزم والفيحاء والطائي، لكن شيئًا فشيئًا سينسل أحدها أو اثنان منها خارج حسابات الهبوط، وتعود من جديد تلاحق الباطن وضمك فتفاجئ أن الفتح وأبها الأقرب، وسيظل الهلال والنصر أكثر المرشحين للقب فيقتحم المشهد مجددًا الشباب والأهلي والاتحاد، الرائد سيبقى مختبئًا والتعاون يناور والاتفاق والفيصلي في حالة بيات في منطقة الدفء... الدوري ليس مجرد فوز وخسارة.