التحضير
للأهم
خطا المنتخب السعودي خطوة مهمة في إطار التهيئة للمنافسة على لقب أمم آسيا في الصين 2023، وللتأهل لمونديال قطر 2022، لعب مبارياته الثمان في المجموعة الرابعة وخسر أربع نقاط من تعادلين كانا أمام اليمن وفلسطين، وظهر لاعبوه بمستويات متفاوتة لكنها مكنتهم من تصدر المجموعة.
بدا تأهل الأخضر أمرًا طبيعيًا، لكنه مهم، خاصة أنه جاء مريحًا بحيث لم تتخلله عقبات تنافسية أو مشاكل فنية، فقد سارت مباريات التصفيات سيرًا منتظمًا على الرغم من التباعد الزمني بين جولتيها الأولى والثانية، وهو ما كان يمكن له أن يحدث تغيرًا في غير الصالح في طبيعة وأدوات التنافس.
عناصر المنتخب كانوا خليطًا من كل شيء، الفئة العمرية والإمكانات الفنية والمراكز، مما ساعد الفرنسي “إهيرفي ريناد” للاستثمار فيهم حين الحاجة للجهد البدني أو المهاري، أو كبدلاء مفيدين أو لتغطية المركز وأيضًا الواجبات، حيث كانت هناك قدرات تهديفية متنوعة تدعم رأس الحربة، وتعاون جماعي يعوض نقص القدرات لمتوسطي الدفاع.
أسلوب الاستحواذ هو السمة لأداء المنتخب، وظهر أنه الأنسب لطبيعة اللاعبين وتكوينهم البدني والمهاري، كان سلاحًا دفاعيًا بحرمان المنافس من الكرة، وهجوميًا عندما تنجح إحدى التمريرات داخل منطقة الجزاء ويتم استثمارها، لكنه لم يكن دائمًا على ما يرام، مثل كثرة التمريرات العرضية المتبادلة والبطء في الانتقال لملعب المنافس، وكلا الحالين في غير صالحه.
معدل الأهداف حوالى الثلاثة حيث سجل 22 هدفًا، اشترك في تسجيلها عدد من اللاعبين، لكنه قد لا يعوض الحاجة لرأس الحربة الذي يمكنه أن يحمل مسؤولية استثمار الاستحواذ والسيطرة والصناعة من العمق والأطراف، وعلى الرغم من اجتهاد الثلاثي الشهري والبريكان والحمدان إلا أن أحدهم لم يصل بعد أن يكون حلًا، كما لا يوجد غيرهم.
هذا الفقد تعيشه منطقة العمق الدفاعي، التي تحتاج دائمًا إلى جهد من أكثر من مركز لتأمينها، لعدم توفر القائد، الذي ينظم ويقود خط الدفاع ويعطي الراحة أكثر للمحورين في التفرغ للسيطرة على وسط الملعب، فيما يفتقد مركز الحراسة للبديل، الذي يمكن أن يضيف مزيدًا من القوة والاطمئنان للمنتخب، خاصة وأن الحارس الأساسي ليس دائمًا على أحسن حال.
المشاركة المقبلة في شهر سبتمبر المقبل، وليس أمام المنتخب من فرص تغيير مهمة في القائمة، مما يجعل خطة التحضير أهم من البحث عمّن يسد النقص، خاصة أنهم لن يكونوا بعيدين عمّن قبلهم.