تاريخ... كم عندك من بطولة «2»
الرياضة ليست لعبة كرة القدم وحدها، وتاريخ كرة القدم لا يدون بعدد بطولات الأندية فقط، وتاريخ الرياضة في أي بلد هو جزء من حراكها المجتمعي وتنميته، يتصل بثقافتها وجغرافيتها واقتصادها، يرتكز على تاريخها ويعايش مراحل تطورها، لا يمكن كتابته بمعزل عن الرياضة ولا يمكن لكتابة تاريخ الرياضة دون الإشارة إلى ما كان يجري حينها في البلاد وحولها.
من ذلك، فأن دور وزارة الرياضة مهم في التصدي لمهمة اختيار فريق العمل المختص، وتكليفه بإنجاز المهمة بعد توفير كل سبل نجاحه، فالوزارة وحدها يمكن أن تؤمن كل ما يحتاجه هذا الفريق مما هو موجود في أرشيفها عبر شبكة مكاتبها أو ممن عملوا سابقًا في أروقتها، وربطهم بالمؤسسات المختصة بالتوثيق والمكتبات الحكومية للتعاون معهم في البحث كمنظومة عمل وطنية واحدة.
ويبقى سجل بطولات كرة القدم للمنتخبات والأندية مهمًا كجزء من هذا التاريخ لا أن يكون التاريخ كله، على أن سجل البطولات لا يماثل ما يمكن أن يبذل من جهد ووقت، كما هو الحال عند كتابة تاريخ الرياضة بكل تفاصيله، لأن سجل البطولات في غالبه عملية رصد لا تأخذ البعد الذي تستوجبة كتابة التاريخ، وإذا ما تم التأسيس لعملية الرصد من خلال تحرير ما هو “دوري” و”كأس” حلت 80% منه.
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق جون ميحور ربط بين الرياضة والتحولات التنموية والمجتمعية، التي شهدتها بريطانيا، وأن بفضل أخلاقيات الرياضة مثل الروح الرياضية واللعب النظيف أصبحت لعبة الكريكت رمزًا لروح الإمبراطورية في جميع أنحائها، وجذبت كرة القدم الطبقات العاملة في المناطق الحضرية، وشبه ما أحدثته الرياضة في بريطانيا في القرن الماضي بثورة رفاهية، لا تقل عن نظيراتها الزراعية والصناعية.
نريد تدوين دخول الرياضة للبلاد عبر أول لعبة رياضية “كرة القدم” وتنامي انتشارها في كافة أنحائها، وتوالي دخول الرياضات الأخرى، متى ومن ورائها وأين، تأسيس الأندية غير الرسمي ومن ثم الرسمي، المؤسسون والعاملون واللاعبون والمدربون والحكام، الإدارات الحكومية وقياديها، المشاركات الخارجية والإنجازات الوطنية في كل الألعاب، المنشأت متى وكيف بدأت، تأثير ذلك كله على حركة التنمية وحياة الناس.
إن الرياضة، التي تشهد خلال هذه الفترة طفرة غير مسبوقة، غيرت من وجه الرياضة من حيث التوسع والتنوع والأنظمة والقوانين والتشريعات، ورسمت أهداف المستقبل، تستحق أن يكون تاريخها مدونًا ومحفوظًا.