المركز
الثامن
في كل سبت.. يختار صالح المطلق المدرب السعودي نجم الأسبوع الكروي.. يأتي النجم لاعبًا أو مدربًا.. يضع رؤيته الفنية مدعمة بالأرقام والأسباب التي جعلت من الضوء يذهب إلى نجم الأسبوع.
الأفضلية التاريخية للمدربين تكون في الفلسفة الخاصة، وتكون في الأفكار التي تستمر، ويمتد تأثيرها على الأندية والمنتخبات.
وفي هذه السلسلة نصل إلى المركز الثامن وهو المدرب مانيلي، ليأتي مكملًا لمن سبقوه في طرح الأسابيع الماضية وهم بالترتيب الأول خليل الزياني والثاني جويل سانتانا والثالث كاندينيو والرابع بروشتيش والخامس كارلوس بيريرا والسادس ديمتري والسابع كامبوس. ومن وجهة نظر خاصة، وبعد دراسة وتوقف عند كل فترة، أعتقد أن عدد هؤلاء المدربين عشرة، وبحسب التفصيل والتأثير والأفضلية يأتي الترتيب.
المركز الثامن
روبنز مانيلي المنتخب السعودي 1980
“الانضباط”
الفرق كبير بين الانضباط الذاتي وبين الانضباط بتأثير النظام والمتابعة المستمرة تحت عين الرقيب، وفي الجانب الرياضي بشكل عام وفي كرة القدم بشكل خاص يُعد الانضباط من أهم وأكثر العوامل التي تساعد على تحقيق الأهداف التي يرسمها المسؤول والمدرب واللاعب، ولا يوجد برنامج أو أي حافز مالي مهما كان يستطيع معه أي رياضي أن يصل إلى أهدافه، وأن يحقق أعلى درجات النجومية والنجاح ما لم يكن لديه دافع داخلي وقناعات قوية ثابتة تعزز الجانب الأخلاقي والصلابة الذهنية ببذل المجهود والقيام بأشياء كثيرة جيدة، وفي نفس الوقت التخلي والبعد عن كل المغريات وكل ما هو غير جيد ومفيد، لقد خسرت الرياضة العديد من الأسماء والنجوم والسبب الأول عدم الالتزام وعدم معرفة معنى ومفهوم الانضباط الذاتي.
“البداية مع مانيلي”
المدرب البرازيلى روبنز مانيلي من الأسماء التي لمعت كثيرًا في فترة الثمانينيات بعد أن نجح في وضع بصمة خاصة ومؤثرة في مسيرة وبداية نهضة الكرة السعودية وظهور النجوم، وكما هو ثابت ومعروف في ذلك الوقت كان الحماس مسيطرًا على المشهد والجميع باتجاه التغيير ومحاولة التطوير والسباق نحو تحقيق البطولات هو الهاجس الأول والرغبة الأكيدة عند كل عناصر اللعبة، لقد أدرك مانيلي ومن بداية الإشراف على المنتخب الأول أن إتقان المهارة وحب اللعبة لا يكفي، ولا يمكن أن يكون لدى السعودية منتخب قوي ومنافس على كل البطولات ما لم يكن الانضباط الذاتي والالتزام الكامل هو شعار كل لاعب يرتدي قميص المنتخب، ومن هنا نجح مانيلي في صناعة تاريخ جديد للكرة السعودية، وبتحقيق التكامل المطلوب بين مهارة الملعب وإدارة الذات والحرص على الانضباط.
“حديث النجوم”
اتفاق وإجماع كبير من نجوم وأساطير كرة القدم السعودية على أن نقطة التحول التي أثرت ودفعت بالكرة السعودية في اتجاه الانضباط والتأسيس لمرحلة مختلفة كلها إبداع وإنتاج وتحقيق للبطولات والإنجازات بدأت من خلال القاعدة الصلبة التي أسسها المدرب البرازيلي مانيلي، وهذا ما تم تأكيده.
من خلال حديث الكابتن الرائع صالح النعيمة فقد قال “لقد حضر المدرب البرازيلي مانيلي إلينا بعد أن كنا في غاية التسيب ثم قادنا بقوة نحو الانتظام والانضباط”، كما وصف الكابتن والنجم محمد عبد الجواد المدرب مانيلي بأنه المهندس الحقيقي للكرة السعودية، لقد وجد كل المدربين الذين مروا وأشرفوا على تدريب المنتخب بعد مانيلي الأرضية الخصبة والجاهزة للاستثمار والبداية كانت مع الزياني آسيا 84.