2021-08-16 | 20:26 مقالات

جمهور لا مشجعون

مشاركة الخبر      

يختلف بدء الموسم الكروي دون أن تتغير متطلباته، وتحدد الأندية أهدافها ويمكن أن تغيرها أثناء الموسم بتقدير فيه الصواب والخطأ، أو تتغير جبرًا لظروف فنية أو إدارية أو مالية أوغيرها، لكن يبقى الجمهور متمسكًا بتطلعاته وأمانيه مهما جرى وإلى الرمق الأخير في عمر المنافسة.
هذا الجمهور ما هو دوره؟ أقصد ما الذي يقدمه بعيدًا عن حوارات المجالس وحسابات “السوشال ميديا” أو حضور المباريات، لنطرح السؤال بشكل أكثر مباشرة: ما هو في الأصل دور الجمهور؟ وما الذي تمت تهيئته له ليلعب هذا الدور تلقائيًا؟ وهل هناك من لا يرغب في دخوله اللعبة؟ وما دور المظلة التنظيمية الكبرى في كل هذا سابقًا وحاليًا وربما لاحقًا؟
عضوا الجمعية العمومية العادي والذهبي، هما حجر الزاوية لقاعدة جمهور النادي، جمهور المدرج والمجالس والسوشال ميديا، يتنقلون بين ما يفترض أنهم مشجعون للنادي إلى مشجعين لبعض أعضاء هذه الجمعية ولإعلاميين والجميع في الأصل جمهور النادي، والعاملون في النادي وأعضاء الجمعية والإعلام يتنافسون على كسب الجمهور، السؤال الكبير من هم الجمهور؟
يمكن تعريف جمهور النادي بأنهم الأفراد والجماعات التي تقف خلف النادي لتدعمه بالتشجيع والمؤازرة من المدرج، إلى ملء خزينته المالية مرورًا بتزويده بالطاقات والكفاءات التي تدير حركته وتساهم في تعزيز قدراته في المنافسات الرياضية، لكن المدرجات في ملاعبنا بمتوسط الحضور والدعم المالي ومن سنوات خلت إلى يومنا هذا لا تتطابق مع التعريف، دورهم كجمهور لم يجعل منهم مشجعين، فهم لا يملؤون المدرج ولا يقدمون ما يشجع أنديتهم على الاكتفاء المالي المستدام ولا الاستقلالية.
ما هو المسار المغلق الذي يمنع جمهور النادي أن يصبحوا فعليًا أنصارًا ومشجعين، لا جمهورًا يهتفون عن بعد إذا ابتهجوا أو يقذفون ويشتمون إن غضبوا؟ هل هو بين فصول وبنود اللائحة الأساسية التنظيمية للأندية أم في عدم قدرة الأندية على إقناع الجمهور بأن يتحولوا إلى مشجعين مفيدين أم أن الجمهور راضٍ بأن يلعب هذا الدور غير المكلف أم هذه الأشياء جميعها؟ ولماذا لا يعرف الجمهور إلا الحقوق ويتجاهل الواجبات؟ وكيف له في النهاية أن يفخر ويماري بانتصارات وإنجازات لم يشترك في صنعها، فيما يتبرأ من الهزائم والانتكاسات وينضم إلى المنتقدين والمنظرين مع أنه كان من بين أسبابها؟
هناك سبب مهم في كل هذا. وهو توافق “مصالح” بين الإعلام والجمهور، واستسلام إدارات الأندية، وغض طرف المؤسسة الرياضية عنهم جميعًا.