2021-09-06 | 20:30 مقالات

خطاب عبد العزيز

مشاركة الخبر      

قبيل مغادرة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم إلى سلطنة عُمان للقاء منتخبها اليوم في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم في قطر 2022، اجتمع الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة بأعضاء الفريق الأخضر، وألقى عليهم خطابًا مليئًا بالثقة خاليًا من لغة الوعظ والتوجيه والإرشاد.
والأكيد أن الأمير أتى إلى المعسكر من منطلق مسؤولياته كرئيس للجنة الأولمبية العربية السعودية، وكمسؤول أول عن القطاع الرياضي، وكمواطن لديه طموح كبير في وصول منتخب بلاده إلى المحفل الدولي الأشهر. لكنّنا ربما نقرأ أن الوزير بادر إلى الالتقاء بالمدرب واللاعبين لإيجاد سياسة بديلة عن تلك التي وقع فيها ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بخطاب “النوم” الضعيف الذي ألقاه على المجموعة الفنية قبل افتتاحية فيتنام، ولإعطاء العناصر كُلّها دفعة مختلفة عن تلك الهزيلة البعيدة عن فهم واقع الحال في التعامل مع محترفين يخوضون معترك ملتقى العالم الكُروي.
الأمير طرح الثقة وجدّدها في كُل لاعب وشكر المُدرب ولم يطرح كلامًا توجيهيًا حول الانضباط والأكل والالتزام، ولم يمارس دورًا شبيهًا بأولئك الذين يعتلون المسارح ليقولوا: “أطلق العملاق الذي في داخلك” دون أن يقولوا لنا كيف نُطلقه.
إن الخطابات لها رجالها وألفاظ القائد تختلف تمامًا عن لسان الموظّف ومن كانت لديه رؤية لا يتشابه وذلك الذي لا يتجاوز حدود المهمّة.
ومع ذلك، فإن تواجد الأمير عبد العزيز أعادنا إلى السيرة الأولى “وزارة قوّية واتحاد ضعيف”.
وهذه حالة لا نريدها أن تستمر لأنّها تُراكم الضرر وتزيد من مساحة الخمول وتوقف العقول عند مكان صغير لا اتساع فيه ولا معه وتزرع الفشل في أركان المبنى والأنفس، ويغدو الجميع مجرّد أدوات تُلاحق التوقيت دون أن تكون هي من يُحدّده.
لقد تكاملت الأجهزة التنفيذية، هذا صحيح، وانضبط الإيقاع بين الأطراف، وهذا واقع، لكنّ ذلك لا يعني خلو العمل من الركائز، ولا يعني أيضًا أن يبقى الرئيس في إطار الضعف وفي الإنتاج المُحدّد غير الجالب لنتائج أكبر من الخطّة المرسومة وألّا يظلّ خائفًا من الفكرة التجديدية وعالمها الواسع المُتخيّل.
إن الوزير الشاب الشغوف يفهم جيدًا الأحوال الرياضية وتكوّنت لديه خبرة في التعامل مع الأفراد والمسابقات وخبر مشاركة الأبطال لحظاتهم وهو يحمل الآن الهدف، ونحن سنكون معه لكننا لن نلتفت لثقته في ياسر المسحل وسنفصل بينهما وبين الأخضر بمعيار اللعب حتى نصعد إلى المونديال السادس.