حقا لأنه
الاتحاد
قطع الاتحاد الشك باليقين في عودته لسابق عهده كبيرًا منافسًا بطلاً، كان يحتاج للمسة هزيمة غريمه الأهلي، ليتحسس خطواته المبكرة الجريئة في طريق لقب الدوري، وهو ما تحقق، ما منحه صدارة مبكرة مقنعة بأنه لن يفرط بها بسهولة، والسبب أنها ترتكز على المقومات المطلوبة لأي نادٍ يسعى للمنافسة والفوز باللقب.
الاتحاد لم يعد إلى الطريق الصحيح دون معاناة أو ألم، وخير له أن عارك دروس الأخطاء والفرقة، وترك الحبل على الغارب للمتمصلحين، لأن هذا يعني عدم السماح لها ولهم أن تتكرر، ومن حسن حظه أن وافقت عقدته منشار الدعم الحكومي والإصلاح الوزاري، إلا أن هذا ليس دائمًا بالضرورة أن يتحقق إلا لمن هم مثل الاتحاد تاريخًا وإنجازًا وشعبية.
ولأنه الاتحاد فما يتحقق له أمر طبيعي يفرضه المنطق، المنحنى التصاعدي من آخر نقطة وصل لها موسم 2019م تدرج منها صعودًا 2020م، ثم إلى الأعلى 2021م، ونقطة القاع التي صعد منها لن يعود لها أبدًا في المدى المنظور، لكن هذا لا يعني أننا نقول إنه سيربح كل البطولات لكن سينافس عليها وبقوة.
كان لا بد للاتحاد من فترة تصحيح فقد انتهت مرحلته الذهبية 2010م، وقد تراكمت عليه فاتورة الإنجازات، كذلك ما صنعته المصالح الشخصية، وبالتالي لا بد من حاجته لسنوات ليتخلص من حمل الماضي، ثم فيما بعد من الذين يقاومون التصحيح، أما لتعارضها مع مصالحهم أو كشفها لأخطائهم.
هذا عجل في نشوء فترة توهان أسهمت في ظهور أحداث وأسماء في المشهد الاتحادي عقّدت العملية، وأدخلت الشك في قلوب الاتحاديين ومعه فتح باب الاجتهاد للتطبب ووصف العلاج، حتى بات الخلاف لا على التشخيص بل من المتسبب ولا على العلاج لكن من علية مسؤولية تأمينه.
المواسم الثلاثة الماضية كانت الأسوأ في تاريخه، لكنها كانت النتيجة لحالة المواسم التي قبلها، وفيها جميعًا لم يتغير الأمر، بالرغم من تحقيق أكثر من إنجاز على مستوى مسابقات الكؤوس، بعد أن كان قد تعود أن ينافس ويحقق الألقاب الكبرى، وصوله لحافة خطر الهبوط 2019م شكل صدمة عمّقت من المشكلة ووسعت الجرح والخلاف، لكنها نبهت الجميع للحقيقة.
الوعي بالحقيقة مهد لتوقف الحروب والخلافات وأجبر “البعض” لترك المسرح ليتحرك عليه الصادقون، وجعل من “الصفر” رقمًا يمكن البناء عليه، وأن “الألف” مجرد كذبة يقصد بها بقاء الجميع رهينة لمن يزعم أنه يملكه.