2021-10-06 | 20:44 مقالات

اليابان والمبالغة في التفاؤل

مشاركة الخبر      

لست بطبعي متشائمًا، لكن في المقابل لا أحب المبالغة في التفاؤل، وهو الأمر، الذي يعيشه الشارع الرياضي السعودي قبل مواجهة اليابان، معتمدًا على الذاكرة القصيرة، وذكريات هدف فهد المولد، وبلوغ المنتخب السعودي لمونديال روسيا 2018، عبر بوابة اليابان وبعد أن غاب الأخضر عن المحفل العالمي 12 عامًا.
يساعد في ذلك بالتأكيد مستوى الفريق الياباني، الذي لم يكشر عن أنيابه بعد في التصفيات النهائية المؤهلة لمونديال قطر 2022، وتلقيه خسارة على أرضه من الفريق العُماني في بداية المشوار قبل أن يعوضها بالفوز على المنتخب الفيتنامي، ومبالغة النقاد والمحللين السعوديين في التقليل من المنتخب الياباني حتى يخيل لك بأنه سيكون محطة عبور للأخضر مرة أخرى لا أكثر ولا أقل.
ما أخشاه حقيقة على منتخبنا في مواجهته الصعبة اليوم أمام أحد المنافسين الكبار على بطاقة التأهل لمونديال قطر بجانب أستراليا أن يصل هذا التفاؤل المبالغ فيه إلى لاعبي الأخضر، ويتحول لثقة زائدة قد تطيح بك أمام أصغر فرقة، فما بالك أمام الساموراي الياباني، جميلة هي الثقة، وهي الأساس في قدرتك على التغلب على خصمك، فإن واجهته مرتعشًا خائفًا فقد مكنته منك قبل أن تبدأ الجولة، ولكن لا بد أيضًا أن تعطي خصمك حقه مهما كان وضعه، وأن تعلم أنك لن تستطيع التغلب عليه ما لم تبذل قصارى جهدك.
مهما كانت نتيجة لقاء اليوم فلا بد من ألّا تؤثر على مسيرة الأخضر ومشواره في هذه التصفيات، التي لا تزال في بداياتها، فالفوز لا يعني بلوغ المونديال، ولا يعني حتى أنك اقتربت منه، كما أن الخسارة لا تعني زعزعة الثقة في هذا السعودي الجميل، الذي بدأ في الأعوام القليلة الأخيرة يبني الثقة بينه وبين عشاقه، ويحاول استرداد مكانته بينهم وبين كبار القارة، بعد سنوات طويلة من الإخفاق والفشل في أكثر من مناسبة، حتى تحولت قلوب عشاقه إلى أنديتهم، مهملين هذا الكبير، الذي كان هو من يقود رياضتنا، ويعرّف العالم بنا، لتتبعه بعد ذلك بأعوام أنديتنا لصدارة القارة.
الجميل اليوم قرار السماح بدخول الجماهير بالطاقة الاستيعابية الكاملة لملعب الجوهرة في جدة مؤقتًا في مباراتي اليابان والصين، والأجمل أن جمهور جدة، كما عودنا، سيكون في الموعد ليزف الأخضر بتخطي هاتين المبارتين، بإذن الله.