الدوري
في حالة إغماء
يتسابق إعلاميون ومغردون على إطلاق تعليقات وتكهنات تخص مسيرة أو حظوظ أندية الدوري في انتظار تحققها، فإذا لم تتحقق أصبح ذلك مادة للحوار حولها باعتبار أنه كان يجب أن تتم، وبالتالي يلزم البحث عن الأسباب التي منعت من ذلك.
هؤلاء ليس لهم علاقة مباشرة بالنادي ولم يقفوا على تحضيره، ولا بماذا كان يخطط القائمون عليه لتحقيقه كأهداف في هذا الموسم، وليس لديهم قياس فني لما يمكن افتراضيًّا أن تصنعه أدواته، وما يملكه من إمكانات نسبة إلى منافسيه. حجتهم ردة فعل لنتائج لذا فإن “ضمك” عليه أن يمضي قدمًا لتحقيق اللقب، والاتحاد فرط في الصدارة، والهلال يفوز بصعوبة، ومن الواضح أنه يتشتت بين الدوري المحلي ونهائي دوري الأبطال، والنصر لن يفيق من صدمة الخروج الآسيوي إلا بعد فوات فرصة جمع نقاط اللقب، والتعاون يحتاج لمعجزة للهروب من شبح الهبوط.
وكان قبل بدء الموسم الهلال والنصر المرشحان الوحيدان للقب، ومع بداية الجولات الأولى حسرة على ما يقدمه الأهلي والشباب وأبها، واعتبار مسيرة الفيحاء وضمك والفتح ناتجًا عن حسن استعداد واختيار للمحترفين الأجانب، وانطلاقة الاتحاد لن تتوقف إلا في منصة التتويج.
ما يحدث الآن تغيير في لعبة “التكهنات” محاسبة الأندية التي تراجعت، وانبهار بقدرات التي عادت إلى سكة الانتصارات، وآراء بالقطعة لمباريات الهلال والنصر، كل ذلك يحدث والدوري لم يكتمل ثلث جولاته، ولا يبعد الأول “ضمك” عن التاسع “الرائد” سوى بسبع نقاط، والتعاون في الترتيب الأخير تفصله عن الرائد سبع نقاط أيضًا.
ولأن هذه الأندية لم تكن مسؤولة عن التكهنات بالنتائج ولا التعليقات التي تتوج أو تقصي، عليها أن تتمسك بأهدافها أكثر من التفاتها لمن يستخدمونها وظيفيًّا لأداء عملهم دون اعتبار لما ينتهي إليه مصيرها، عليها ألا تأخذ ما يرددونه بجدية، يمكن أن يعايرونك بالسوء بعد أن كنت بحسبهم الأفضل في كل شيء.
توقفات الدوري المقبلة من 5 نوفمبر المقبل إلى 20 من الشهر نفسه، ومن 27 نوفمبر إلى 26 ديسمبر المقبلين “الدوري في حالة إغماء”، بعد أن يفيق يمكن لما تنتهي عليه نتائج مباريات جولاته ومؤجلاته وترتيب جدوله، أن يتبين إلى أين تتجه الأمور لكل من الـ16 ناديًا لا قبل ذلك.