هل يغير الهلال استراتيجيته؟
الهلال حامل اللقبين الآسيوي والمحلي لا يجد جمهوره أي غضاضة من الغضب لعدم تصدره ترتيب الدوري، وأنا على يقين لو أنه كان متصدرًا لذهب الغضب تجاه مستوى الأداء، أو الخشية من فارق النقاط مع الوصيف!
حصول الهلال على لقب 17 نسخة من الدوري الممتاز الذي تلعب اليوم نسخته الـ 44، يغري الهلاليين بالابتعاد به عن منافسيهم أكثر من التوقف بغرض المراجعات تمهيدًا لمرحلة تنافسية مقبلة قد تبدو أكثر صعوبة.
لو توقف الهلال عقدين من الزمن عن الحصول على لقب دوري الأندية الممتازة لبقي الأكثر حصولًا عليه، ولأنه ليس من المعقول ألا يحصل على اللقب طوال العقدين المقبلين، ولا من الوارد أن يقطع أقرب منافسيه مسافة 20 موسمًا يحقق خلالها عشرة ألقاب، جاء هذا الطلب لكن لماذا؟
طلب التوقف لا يعني ألا يحضر في المشهد منافسًا على كل البطولات كعادته، إنما يقصد منه الجدية في تحديد أهدافه التي يريد اقتناصها كل موسم، وبما أن “الدوري” الأكثر استهلاكًا للجهد والمال ومتطلبات كثيرة أخرى، هذا يعني أن يتم تقديم التنازل عن المنافسة على “الدوري” على غيره من البطولات، ويترك تحديد هذا بما يفرضه حينها ظرفا الزمن والتنافس.
المرونة في تغيير الأهداف بحسب ما يقتضيه الواقع أكثر نجاحًا وربحية، ولدى الهلال فرصة أكثر من غيره في تحديد الهدف عند حذف “الدوري” أو من خياراته الذي يبقى إجباريًا عند منافسيه عكسه تمامًا لأسباب الاكتفاء “المؤقت”، وبالتالي الالتفات للأهداف الأخرى على المستوى القاري والإقليمي إن وجدت، أو المشاركات الخاصة مثل الجولات الخارجية أو الاستعراضية.
الفكرة أعلاه طرحها أحد الزملاء من أنصار الهلال “تغيير إستراتيجية المنافسة”، والسبب في ظنه أن لا طائل من بقاء الهلال مستمرًا في “طاحونة” التنافس المحلي من أجل الحصول على بطولات لا يمكن التساوي لأحد معه في عددها في المدى المتوسط، ولذلك عليه الخروج إلى دائرة أوسع يصطاد فيها أهدافًا أخرى.
الحقيقة لست مع هذه الفكرة لكن يمكن أن يستفاد منها في أن لا يجعل الهلال من التنافس على بطولة الدوري “حياة أو موتًا”، ومع تنويع أهدافه ونعم لفكرة أن يسعى لاستثمار مكانته القارية في إعداد برنامج موسمي فيه الجولات الخارجية والاستعراض، والأهم استدامة تخريج الموهوبين.