الباب
يفوت جارديم
لم يمضِ أكثر من أربعة أسابيع على حصول الهلال على لقب دوري أبطال آسيا، لكن جمهوره غاضب من ظهوره الباهت في الدوري المحلي الذي أيضًا يحمل لقبه، ما يفعله الجمهور جزء من دوره حتى إن بالغ أو أخطأ التقدير، تمامًا مثل ما يحدث من اللاعبين أو الجهاز الفني والإدارة.
عادة يبدأ الإصلاح بعد التشخيص وتظهر الحلول على ضوء دراسة الوضع وتوفر آليات التنفيذ، إلا أن هذا لا يمنع الجمهور والنقاد من أن يدلوا بدلوهم من خلال الملاحظة، وهي قياس له وجاهته، إذ يمكن على الأقل أن يشير إلى بعض مكامن الخطأ ويقدم ما يظن أنها حلول.
وعلى أن الأمر في حالة مثل ما هي عليه طبيعة المهمة المرتبطة بشكل أساسي مع الفعل البشري غير مضمونة النتائج، إلا أن الجهة المسؤولة عليها أن تتحمل عبء ذلك وتتقدم على الجمهور والنقاد في خطوة التحليل والدراسة والتفكير في الحلول، فهذا يدخل في صلب عملها ومسؤولياتها. لكن من المهم قبل كل ذلك التأكد من أن هناك فعلًا مشكلة؟
أداء الفريق الهلالي أسوأ من نتائجه السيئة، ونتائجه ومركزه في جدول الترتيب أسوأ من تراجع قدرته على المحافظة على لقبه، لكن ورغم هذا هل هو يعاني مشكلة أم أنه في صدد الوقوع فيها؟ الحقيقة أن عروضه الهزيلة ونتائجه المخيبة توحي أنه يعاني، وأنه قد يتجه للوقوع فيها.
الهلال بين الحالين وبالإمكان تدارك الأسوأ، لا أتحدث عن منافسة على لقب ففي فلسفة الهلال بناء المنصة يسبق حلم الوقوف عليها، ولأنه يملك هذه الأدوات يجب ألا يسمح لمن يعبث بها، وهنا الإشارة للمدرب جارديم الذي منحه الهلال اللقب الآسيوي كأول مدرب برتغالي يحصل عليه، فما يفعله حتى الآن هو صناعة “مشكلة” وبذل كل الجهد في تعقيدها.
أعلم أن المدرب عادة يتحمل جزءًا من كل عند تردي النتائج والأداء، لكن يظل هو المسؤول الأول عنها وكل ما يفعله اللاعبون إما بأمره أو متسبب فيه، ولا يمكن مقارنة مدرب فريق تتوفر له كل ظروف النجاح، بمدرب مكلف بخلق هوية وشخصية وتحقيق أهداف دون أن يملك ما يعينه على ذلك.
ولأن باب الهلال عالٍ يمكن للسيد جارديم أن يخرج مشكورًا، من أجل أن يستعيد الفريق شكله ولونه وتألقه، ومنهجه وأسلوبه، فهو نموذج يحتذى لا حقل تجارب.