أمام البطل حواجز وجسور
أمام من ينشد تحقيق لقب الدوري السعودي هذا الموسم حواجز عليه تخطيها ولديه جسور يفترض أن يسلكها. أما الحواجز فهي منافسون ومواعيد والجسور فرص وتحمل، نحن اليوم في الجولة الـ 18 والفارق النقطي يشجع الأول ويحفز الثاني ويدعو الثالث للتقدم والرابع لعدم اليأس.
هذه الجولة التي تبدأ اليوم وتنتهي السبت المقبل هامة جدًا ليس على صعيد التنافس فقط بل على أجندة المواعيد، بعدها يتوقف الدوري إلى 5 فبراير ولا يريد نادٍ أن يعيش فترة التوقف في حالة انتظار تحديد مصير البقاء أو خفض حافز التتويج، خاصة وقد تبينت صورة النهايات أكثر من ذي قبل وعرف كل نادٍ ما ينتظره.
الاتحاد المندفع نحو انتزاع اللقب يواجه الفيصلي المترنح. الشباب الذي تتساقط منه نقاط المنافسة أمام الفتح الذي يرتب أوراقه للخروج من دائرة الخطر. النصر القطار المنطلق في رحلة مريحة تجاه محطة التنافس يخشى أن يفرمله التعاون العالق في ذيل الترتيب. الهلال يريد أن يبقي نقاط الباطن في رصيده لحين العودة من مونديال الأندية، يصطدم بعزم الباطن على كسر رقم 15 في الترتيب والنقاط.
الحواجز تتعدى مباريات هذه الجولة إلى أعلاها ارتفاعًا حين يلعب الاتحاد والنصر في جدة الجولة 20 في 11 من الشهر المقبل. والشباب والهلال الجولة 23 في 17 من الشهر ذاته. والنصر والهلال في 3 مارس والشباب والاتحاد في 13 من الشهر ذاته، إلا أن هناك جسورًا يمكن لأي منهم أن سلكها إما للتخفيف من تداعياتها المحتملة أو استثمارها، وهي ما يمكن أن تفعله نتائج هذه المواجهات وما قبلها وبعدها في صالح البعض على حساب الآخر.
كأس العالم للأندية الذي يلعبه الهلال الشهر المقبل إما أن يكون جسرًا يتجاوز به الحاجز أو حاجزًا يضيع عليه الوقت في الوصول للجسر، ودون انتظار لما قد يتبع هذه المشاركة المؤكد أنها ستفصله ذهنيًا عن منافسات الدوري وترهقه بدنيًا، هذه المسألة لا تهم منافسيه كما أنها لن تجعلهم يغفلون عنه وعليه وحده مسؤولية التعامل مع واقعه وتحويله من حاجز إلى جسر.
مع الاتحاد والشباب زاد مذاق طعم المنافسة حلاوة فقدها المواسم الماضية، وفي عودة النصر برهانٌ على أن جودة العناصر يمكن لها أن تحمل الفريق مهما صعبت مهمته، أما تراجع الهلال إلى الترتيب الرابع فقد لا يكون هذه المرة مؤقتًا.