المطلوب للوصول للمونديال
لا يجب الفصل بين المطلوب وطريقة الحصول عليه. في حال المنتخب السعودي الكل منا يأمل في تأهله إلى نهائيات كأس العالم المقبلة في الدوحة. ويأتي الاختلاف في تصور السيناريو هذا يعني أن المطلب واحد والطريقة تختلف.
اليوم في مواجهة المنتخب العماني فرصة سانحة لاختصار طريق الوصول، البعض يراه ضروريًا لدرجة أن التفريط في هذه الفرصة قد يضعف آماله نظرًا لصعوبة ما بعدها، بينما آخرون مقتنعون أن رحلة الوصول مرنة ويمكن التعاطي معها بصبر لترويض النقاط وجمع ما يكفي فقط منها للتأهل.
المنتخب لعب ست مباريات حصد منها 16 نقطة من خمسة انتصارات وتعادل، سجل خلالها تسعة أهداف وولج مرماه ثلاثة، ويتقدم على اليابان ثاني الترتيب بفارق أربع نقاط وما زال أمامه بعد مباراة اليوم ثلاث أخرى بالتوالي، أمام اليابان والصين وأستراليا، وبناءً على نظام التصفيات الذي ينص على صعود الأول والثاني مباشرة مع فرصة لعب الملحق، تبدو الأمور مطمئنة بشرط القبول بكل سيناريوهات التأهل.
أين المشكلة التي دائمًا ما أخشاها؟ التعجل في الوصول للهدف المطلوب وسرعة التسليم بالعجز عبر الآراء المنفلتة، أو حراج البحث عن أسباب التراجع، والتباري في تعليقه على عناصر وجهات دافعه شخصي، هذا عادة يحدث عند أي خسارة في نصف المشوار أو تعرض الهدف لما قد يقلل من فرص تحققه، فيما كان من الواجب التمسك بالفرص ودعم نجاحها حتى النهاية.
نعم نقاط مباراة اليوم مهمة ويمكن لها أن تشكل رصيدًا مسبق الدفع يحمي من خسارة نقاط إن حدثت في المباريات المقبلة” وأولاها مواجهة اليابان في ملعب “سايتاما” الثلاثاء المقبل، لكن استعجال الحصول على نقاط التأهل وعدم استخدام سياسة النفس الطويل قد يتسببان في التفريط وتفلت النقاط لصالح أستراليا واليابان اللذين يلعبان بغرض التأهل المباشر برغم الفارق النقطي.
فارق النقاط الأربع مع اليابان والخمس مع أستراليا لصالح المنتخب السعودي ماذا لو كان العكس؟ كيف كنا سنتعامل به إعلامًا وجمهورًا مع المنتخب وعناصره وجهازيه الفني والإداري واتحاد الكرة في ظني الإجابة على طرف كل لسان، وكم ستكون نسبة التفاؤل أو درجة الحماسة لإكمال المشوار؟
أعتقد أنه طالما المطلوب التأهل إلى المونديال فإن على الجمهور والإعلام استشعار المسؤولية، بالعمل على تعزيز طريقة وصول واحدة شعارها الصبر من خلال الوقوف خلف المنتخب لدفعه إلى الأمام وحمايته من شر المنفلتين والمنتقدين بحسب اللون والهوية.