زهرة
الإحساس!
ـ بلكونة” الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة القصيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!.
كتابنا اليوم: “تأمّلات في السّرد الرّوائي” لأمبرتو إيكو. ترجمة سعيد بنگراد. الناشر: المركز الثقافي العربي (المغرب):
ـ الفنّ:
الموسيقى الرّديئة تُمثِّل الحياة أكثر ممّا تمثّلها سمفونية “Missa Solemnis” (لبيتهوڤن)!. إنّ الفنّ يسخر منّا ويُطمئننا!، فهو يُقدِّم لنا الحياة كما يودّ الفنّانون أنْ تكون!.
ـ من مكتبة أينشتاين:
يحكي “ألفريد كازان” أن أينشتاين الذي كان توماس قد استعار منه كتابًا لكافكا أعاده إليه قائلًا: لم أستطع قراءته، فالذّهن البشريّ ليس مُعَقّدًا إلى هذه الدّرجة!.
ـ اختر كتاب جزيرتك:
لقد أجبتُ دائمًا عن سؤال يخصّ الكِتَاب الذي آخذهُ معي إلى جزيرة موحشة قائلًا: إنّي سآخذ معي دليل الهاتف، وسأخترع مع كل الأشخاص حكايات لا تنتهي!.
ـ زهرة الإحساس:
ولقد كتب فلوبير بشكل مُقتَضَب:
“سافَر
عرف آلام البواخِر، الاستيقاظ المُبكِّر تحت الخيمة، المناظِر الكئيبة والأنقاض، والحَسْرَة على صداقات انقطعت.
وعاد من جديد.
احتكّ بالعالَم، وعرف حُبًّا آخَر، إلّا أنّ ذكريات الحبّ الأوّل جعلتهُ كائنًا ضحلًا، خَفَتَت بعد ذلك حدّة الرّغبة، لقد ضاعت زهرة الإحساس إلى الأبد”!.
ـ النَّصّ والقارئ والكاتب:
كلّ نَصّ هو آلَة كَسُول تتوسّل إلى القارئ بأن يقوم بجزء من مهامّها!. وحذار إذا قال النَّصّ كلّ ما يجب أن يفهمه القارئ: إنّه لن ينتهي أبدًا!،…، قد يحدث أن يصبح كاتبٌ ما، وهو يحاول أنْ يقول أشياء كثيرة، أكثر كوميديّة من شخصيّاته!.
ـ نصيحة لكتّاب الرّواية:
إذا كان من الضّروري أن يحدث شيء هامّ ومُشَوِّق، فعلينا أن نعتني بفنّ التّهْدِئَة!.
ـ مراهنة:
يجب أن نكون على اطّلاع واسع لكي نقرأ قصّة!،..، لا وجود لقواعد،..، علينا افتراض هذه القواعد في اللّحظة التي نتهيّأ لاستنتاجها من النَّصّ،..، القراءة.. مُرَاهَنَة: نُراهِن على أنّنا سنكون أوفياء لاقتراحات الصّوت الذي لا يقول لنا صراحةً إنّه يقترح علينا شيئًا ما!.
ـ وعي ووعاء:
القارئ قد يقرأ بطُرُق مختلفة، فلا وجود لقانون يفرض عليه طريقة معيّنة في القراءة، وعادةً ما يتّخذ النَّصّ وعاءً لأهوائه الخاصّة، وهي أهواء مصدرها عالَم آخَر غير عالم النَّصّ، ولا يقوم النَّصّ سوى بإثارتها بشكل عَرَضي!.
ـ استذكار واستباق:
وبتعبير “جونيت”، فإنّ الاستذكار: تصحيح لنسيان السّارد، أمّا الاستباق فهو تعبير عن نفاد صبر سردي!.
ـ شوِّق ولا تذوِّق:
من الخطأ الاعتقاد بأنّ التّشويق تقنية خاصّة بالرّوايات أو الأفلام التّجاريّة فقط. إنّ النّشاط التّوقّعي للقارئ يُشكِّل مظهرًا حيويًا لا يُمكِن تجنّبه في عمليّة القراءة!.
ـ للتّجوّل في غابة النَّصّ:
هناك طريقتان للتّجوّل في الغابة. إمّا أن نسلك طريقًا أو طُرقًا متعدّدة (للخروج من الغابة أو اكتشاف منزل جدّة “ذات القلنسوة الحمراء”..) أو نتسكّع داخلها لمعرفة كيف تتكوّن الغابة، ولماذا يُسمح لنا بسلك بعض السُّبُل وتُسَدّ في وجوهنا سُبُل أُخرى!.
ـ السّؤال:
تساءل “دودالوس” قائلًا: هل يُمكن اعتبار ذاك الذي ينحت كُتلَة خَشبيّة، كيفما اتّفق ليحصل دون رغبةٍ منهُ على صورة بَقَرَة، مُبدعًا؟!.